Qawmi

Just another WordPress site

d8b5d8a7d8b1d988d8ae-11

 

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من زهير اندراوس:كشفت صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ (الاسرائيلية) في عددها الصادر امس الثلاثاء النقاب عن انّ الرقابة العسكرية في الدولة العبرية سمحت امس بنشر نبأ مفاده انّ جيش الاحتلال (الاسرائيلي) اجرى تدريبات مشتركة مع الجيش الاردني، ولفت المراسل العسكري يوسي يهوشواع الى انّ تدريبات اردنية (اسرائيلية) مشتركة تجري اليوم في (كيبوتس مسيلوت) القريب من مدينة بيسان المهجرة، التي اقيمت على انقاضها مدينة (بيت شان) اليهودية.
واشارت الصحيفة الى ان قيادة الجبهة الداخلية من الجانبين نظمت تدريبا مشتركا على عمليات الانقاذ والطوارئ تحاكي سيناريو التعرض لهزة ارضية. ويشمل التدريب انقاذ مصابين وعالقين وتقديم العلاج لهم. وقال الجيش(الاسرائيلي)، بحسب الصحيفة، ان هدف التدريبات هو اعداد الجانبين للتنسيق في حال حصول كوارث.
وتابعت الصحيفة (الاسرائيلية) قائلة انّ التدريبات بين الجيشين( الاسرائيلي) والاردني تجري بصورة منتظمة كل سنة، لكن هذه هي المرة الاولى التي يسمح الجيش (الاسرائيلي) بنشر نبأ التدريبات.
ووفق المصادر الامنية في الدولة العبرية فقد جرى التدريب المشترك يوم اول من امس، الاثنين، وحاكى اصابة (اسرائيل) بهزة ارضية خطيرة، حيث قام الجيش (الاسرائيلي) باستدعاء الجيش الاردني لتقديم المساعدات له في انقاذ الضحايا، وشارك في التدريب مئات الجنود من الطرفين، بالاضافة الى كلاب الانقاذ، ومن الجانب (الاسرائيلي)قاد التدريب الميجور جنرال انور صعب، قائد اللواء الشمالي في الجبهة الداخلية (الاسرائيلية)، وزادت المصادر عينها قائلة انّ التعاون والتنسيق بين الجيشين كان على احسن حال، وانّ مشكلة اللغة لم تشكل عائقا امام الجنود من الطرفين، وشددت المصادر على انّ افراد الجيش الاردني قاموا بعمليات تثير الاعجاب، ونفذّوا المهمات المنوطة بهم بشكل مهني وباجتهاد كبير، الامر الذي اثار اعجاب الجانب (الاسرائيلي)، المعروف في العالم، على حد قول المصادر، بانّه الجيش الاكثر جهوزية لمحاكاة هزات ارضية. وقالت الصحيفة ايضا انّ رجال الجبهة الداخلية في الجيش (الاسرائيلي) عادوا مؤخرا من تدريب مشترك في احدى الدول الاسلامية، التي لم تفصح المصادر عن اسمها، علاوة على مشاركتهم في تدريب مع الجيش التركي، وهو التدريب الذي جرى على الرغم من تردي العلاقات بين انقرة وتل ابيب في الفترة الاخيرة.
وكان الجيش (الاسرائيلي) قد انهى امس الاول اوسع تدريب مع الجيش الامريكي والذي وصف بانّه الاوسع والاضخم والاكثر تعقيدا على الاطلاق بين (اسرائيل) والولايات المتحدة منذ عام 2001. وقالت الصحيفة انّ المناورات كانت ذات طابع دفاعي. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية (اسرائيلية) رفيعة المستوى ان المناورات التي تحمل اسمجونفبر كوبرا’ فحصت قدرة الاليات الدفاعية (الاسرائيلية)، وخاصة منظومتي الصواريخ ارو-حيتس، وباتريوت، والتصدي للصواريخ الباليستية البعيدة المدى، وكان التدريب الاساسي بالمناورات على سيناريو هجوم صاروخي متزامن ومشترك من ايران وسورية وحزب الله وحماس على (اسرائيل). وشملت المناورات الامريكية (الاسرائيلية) تدريبات عملية لتمكين المنظومات الدفاعية الصاروخية الامريكية و(الاسرائيلية) من العمل بصورة مشتركة، لاسيما الرادار الامريكي (اكس باند، اف بي اكس ـ تي) الموجود في النقب والذي سيمكن صواريخ ‘ارو’ او ‘السهم’ من اعتراض صواريخ تحاكي شهاب 3 الايرانية ذاتية الدفع.
علاوة على ذلك، فقد تمّ في هذه المناورات استخدام شبكة صواريخ مضادة للصواريخ، ومنها: شبكة الدفاع الصاروخي الامريكية ‘باتريوت’، وشبكة الدفاع الامريكية (الاسرائيلية) ‘حيتس 2’، وشبكة الدفاع الصاروخي الامريكية المتنقلةباتريوت هوك 3′ وغيرها.
وراى المراقبون ان اجراء هذه المناورات في هذا التوقيت يحمل الكثير من الدلالات والابعاد المختلفة سواء الامنية او الاستراتيجية او حتى السياسية، اذ انها لا تنفصل بأي حال من الاحوال عن مجمل الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط ، كما انها تأتي في ظل تطورات مهمة فيما يتعلق بالملف النووي الايراني، وظروف حرجة تمر بها العملية السلمية بالشرق الاوسط. فالمناورات تعبر عن مظهر مهم للغاية من مظاهر ذلك التعاون الاستراتيجي الوثيق بين واشنطن وتل ابيب، والذي دائما ما يظهر في صورة تعاون عسكري متزايد سواء على مستوى صفقات السلاح او المناورات العسكرية المشتركة او حتى عمليات الابحاث الامنية والعسكرية والاستخباراتية المشتركة.
ويعتبر بعض المراقبين العسكريين هذه المناورات بمثابة تتويج لعملية استخلاص العبر ومقاربة الاستراتيجيات العسكرية بين (اسرائيل) وامريكا سواء فيما يتعلق بلبنان او فلسطين او العراق وذلك في ضوء التقارير التي تحدثت عن ان الحروب الاخيرة احتلت حيزا هاما في المداولات بين وزارة الدفاع الامريكية ونظيرتها (الاسرائيلية) وتأثيرها على عقيدة الحرب المستقبلية للامريكيين و(الاسرائيليين) على حد سواء. كما افادت المصادر بان هذه المناورات تأتي بالاساس كرسالة مضادة للتهديد النووي الايراني الذي تعتبره (اسرائيل) خطرا وجوديا بالنسبة لها، لاسيما في ظل تقارير( اسرائيلية ) تتحدث عن ان الخيار العسكري لا يزال مطروحا في مواجهة ايران، ما دفع البعض لوصف هذه المناورات بانها بمثابة مقدمة لسيناريو حرب اقليمية جديدة ستنشب في المنطقة.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *