Qawmi

Just another WordPress site

22127_21253328214

midou

 

عمان – عبدالله القواسمة

تخللت المتابعات اليومية الحثيثة لآخر الأخبار المتعلقة بالمواجهة المونديالية القادمة بين المنتخبين العربيين الشقيقين المصري والجزائري تصريحات (عرمرمية) للفنانة اللبنانية (المغناج) نانسي عجرم التي أطلت على معجبيها بإعلان صريح وواضح ، (فجرته) عبر موقع (العربية نت) أعلنت فيه عن مساندتها للمنتخب العربي المصري بصراحة وبكل وضوح.

(نانسي) التي بحسب المعاجم العربية ، لا يمت إسمها للعروبة في أي شيء يذكر ، سارت على ذات النهج الذي سار عليه ممن يطلق عليهم إصطلاحاً بـ (النخب الثقافية والفنية) في زمن التردي العربي ، بإذكاء نار الفتنة بين شعبي البلدين الشقيقين حتى وصلت حالة التراشق إلى بعض المنابر الإعلامية المعروفة والتي تناولت المباراة كأنها الشرارة التي ستشعل نار الحرب العالمية الثالثة.

الخارج عن السياق الحضاري والعروبي جاء في تنازل هذه النخب إلى مستوى الشارع في نظرتهم إلى هذه المباراة ومساهمتهم الفاعلة في زيادة حالة الشحن لدى الجماهير ، حتى وصل الأمر إلى تشبيهها بمعركة حياة أو موت ، رغم أن معظم أبناء الشعب العربي يعلمون علم اليقين أن الأقدام العربية لن تطأ الدور الثاني للمونديال وإن حصل ذلك فإنها ستخرج منه بخسارة مدوية كحال النسخ السابقة ، لذلك فإن التحدي إنحصر فقط في التأهل إلى المونديال وكأن ذلك هو الغاية الأولى والأخيرة من هذا الصراع الذي تسبب بنزيف حاد في الأخلاق العربية.

وللمرة الأولى في التاريخ الرياضي العربي تدخل التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال والقنوات الفضائية كأحد العوامل المهمة في زيادة حدة الصراع بين أبناء البلدين الشقيقين ، إذ عمدت الكثير من القنوات المصرية إلى عرض مشاهد لنفر من الجماهير الجزائرية تقوم بحرق العلم المصري ورداء المنتخب المصري في أحد الميادين ، في المقابل قامت الكثير من المواقع الإلكترونية المصرية بالرد على هذا المشهد بمشاهد آخر مماثلة توعدت خلالها الجزائرين بمذبحة كروية ليس لها مثيل.

هذه المشاهد لم تكن لتأخذ هذا الإهتمام لولا قيام معظم القنوات العربية وفي مقدمتها المتخصصة في الشأن الرياضي بعرضها على الملأ وتناولها بالتحليل والتمحيص ، وكأن ما يقوم به شذاذ الآفاق بات يستحق أن يعرض على الأسر العربية من المحيط إلى الخليج ، في حين أن المطلوب كان محاولة التخفيف من وطأة هذا الحدث فالمباراة لن تجمع منتخبا عربيا مع آخر لا يمت للعروبة بصلة ، بل بين شقيقين يجمعهما على الأقل تاريخ نضالي كبير ضد الإستعمارين الإنجليزي والفرنسي.

عودة إلى نانسي التي أكدت أنها سجلت أغنية خاصة للمنتخب المصري ستشدو بها في اليوم الذي يلي تأهله إلى المونديال ، التساؤل الذي يطرحه هنا من قرأ تصريحاتها .. ماذا لو فازت الجزائر هل ستلغي حفلتها في القاهرة وتقفل عائدة إلى منزلها في بيروت .. ؟؟ هل سيتبع ذلك إعتزالها الغناء حزناً وكمداً على فقدان مصر بطاقة التأهل ؟؟ .. أمر آخر ماذا سيفعل المراهنون على فوز الجزائر في حال خسروا اللقاء هل سيفتحون بيوتاً لتقبل التعازي .. ؟؟ إنه الإنحدار بعينه ،.

الفنان المصري الكبير صلاح السعدني والذي أكد وقوفه إلى جانب منتخب بلاده كونه (منتخب بلاده) رفض الإجابة عن التساؤلات السالفة بل وضعها داخل إطار من التروي والعقلانية وقدمها إلى المشاهد العربي في حديثه السلس عبر شاشة النيل الرياضية مساء أمس الأول عندما دعا الجماهير إلى التروي في التعاطي مع المباراة مختصراً الحديث بقوله (دا متش كورة يا جماعة .. أيه يعني لو ما طلعناش كأس العالم .. إيه يعني لو طلعت الجزائر .. ما هو منتخب عربي برضه ؟ ) ..

المحزن أن صوت السعدني ضاع في غياهب الحالة الإعلامية العبثية التي يتم التعاطي من خلالها مع هذه المباراة والتي إن إنتهت بفوز أحد المنتخبين العربيين دون تعادلهما بالنقاط والأهداف .. ستكون العروبة هي الخاسر الأكبر .. وتقبل الله عزاءكم

 

 

 

،،.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *