Qawmi

Just another WordPress site






سعيد بن عبدالله الدارودي
صلالة ـ ظفار 8/6/2015



انتجت الحرب على ليبيا ـ التي أطاحت بالدولة الليبية عام 2011 ميلادي ـ انقسام الليبيين إلى معسكرين متضادين، أحدهما وقف مع تدخل الحلف الأطلسي لإسقاط النظام الجماهيري والمعسكر الآخر وقف ضد هذا التدخل.




الذين وقفوا مع تدخل الناتو رحبوا بوجود الفرنسي (برنارد هنري ليفي) بينهم، والذين وقفوا ضده لم يرحبوا بتدخل الناتو ولم يرحبوا بوجود المسيو (ليفي) بينهم.
مصطلح ” الليبيون والليفيون ” ليس من اختراعي، فقد طالعته أول مرة في كتابات المؤرخ والشاعر الليبي المعروف الدكتور محمد سعيد القشّاط، ثم لاحظت استخدامه من طرف العديد من الليبيين.




مصطلح “الليبيون” يقصد به أولئك الذين وقفوا ضد تدخل الحلف الأطلسي (ومعه بعض الدول العربية) في بلادهم. ومصطلح “الليفيون” يقصد به أولئك الذين قبلوا بتدخل الحلف الأطلسي وتوابعه في وطنهم. فالليبيون نسبة إلى ليبيا، والليفيون نسبة إلى “ليفي” ذاك الصهيوني الفرنسي  الذي شاهدناه بشرق ليبيا منذ شهر فبراير لعام 2011 ميلادي، وهو يقود مجموعة من المواطنين في مدينة بنغازي.




و”الليبيون” مصطلح يجرُّ خلفه مصطلحين آخرين هما “القادمون” و”الطحالب”، ويجر مصطلح “الليفيون” خلفه مصطلح “الجرذان”، ذلك الوصف التي أطلقه القذافي على مجموعة رفعت السلاح في وجه الدولة، كما أنَّ هذه المصطلحات جرَّت خلفها مصطلحات تقسيمية أخرى، فهناك “أصحاب الراية الخضراء” مقابل “أصحاب راية الملك إدريس السنوسي”، وهناك  “أصحاب الفاتح من سبتمبر” مقابل “أصحاب 17 من فبراير”.




أمَّا “برناد هنري ليفي” الذي نُسب إليه الليبيون اللذين أسماهم الإعلام بالثوار فهو فيلسوف فرنسي يهودي، ألف منذ زمن كتاباً بعنوان “الهمجية بوجه إنساني” انتقد  فيه الاشتراكية انتقاداً شرساً وأعدَّها “فاسدة أخلاقياً”، ومن هنا بان انحيازه للرأسمالية، لكنه اشتهر بصفته صحافياً وناشطاً سياسيّاً، يعمل بدأب على خدمة الكيان الصهيوني، ولقد قال مفتخراً ذات مرة أنه خدم “اسرائيل” لمدة أربعين عاماً.



و”ليفي” هو الذي امتدح جيش العدو الصهيوني قائلاً: “لم أر في حياتي جيشاً ديموقراطياً كهذا يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية، فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية”، وهو القائل في كلمة ألقاها في الملتقى الوطني الأول للمجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا: “لقد شاركت في الثورة في ليبيا من موقع يهوديتي”.




وكان هذا الصِّحافي الصهيوني ضيفاً عزيزاً على مدينة بنغازي في بدايات الاضطرابات، وقد تباهى في كتابه “الحرب التي لا نريدها”،  الذي اصدره للحديث عن تجربته في دعم “الثورة” الليبية التي عايش يومياتها، و”الثوار” اللذين رافقهم، فقال في هذا الكتاب حول أحداث ليبيا: “ما فعلته خلال عدة أشهر ماضية، إنما فعلته لأسباب عديدة، أولها لأني فرنسي، كنت فخوراً بأن أدعم بلدي لكي يكون على رأس مهمة كبيرة لثورة شعبية تخلص العالم من نظام متسلط.. لكن هناك سبب آخر وهو أني قمت بما قمت به لأنني يهودي”.




ينطوي تحت مصطلح ” الليبيون ” شخصيات اشتهرت لأسباب عدَّة، ومن هذه الشخصيات : (هشام الشوشان، إبراهيم علي إبراهيم، محمد بن نائل، الشيخ، محمد المدني الشويرف، منصور ضو، عبد الوهاب بوخيرات، أمبروك سحبان، عمر تنتوش، الدكتور يوسف شاكير، الدكتور حمزة التهامي، يونس أبوبكــر يونس جابر، أسامة أبوبكر يونس جابر، الشيخ على أبو صوة، الدكتورة فريحة عوض الترهوني،  الدكتور موسى إبراهيم، نسرين منصور الفرقاني، باسم الصول، عمران أبو كراع، نادية العتري، رحمة الترهوني، عائشة الشريف، هالة المصراتي، هناء الشيباني، عبد الله عثمان، عبدالله السنونسي، الطيب الصافي المنفي، علي كنة، قرين صالح قرين، علي الأحول، مصطفى الزائدي، مصطفى السنوسي عراب، الدكتورمحمد سعيد القشّاط، المهندس سعيد راشد، عبد الباسط المقرحي، أبوزيد دورده، علي الكيلاني).



أمَّا مصطلح ” الليفيون ” فينطوي تحته أشخاص منهم: (عبد الرحمن شلقم، عبدالرحيم الكيب، الصادق الغرياني، عمر الحاسي، هناء القاضي، علي الترهوني، محمود عبدالعزيز، عقيلة صالح، إبراهيم الدباشي، خالد الشريف، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﻜﻜﻠﻲ، نوري بوسهمين، عقيل حسين عقيل، سالم الحاسي،  عبدالرازق الناظوري، ناظم الطياري، عبدالوهاب الزنتاني، محمد صوان، علي الصلابي، سالمة الشعاب، آمال بوقعيقيص، علي زيدان، عبد الحكيم بلحاج، فتحي تربل، عبد المجيد مليقتة، عارف النايض، حسونة طاطاناكي، عبدالمجيد سيف النصر، مسعود الكانوني، فرج أبوعشّة، حسام التائب، عيسى عبدالمجيد، منصور سيف النصر، محمود جبريل، محمود شمام، عبد السلام جلود، مصطفى عبدالجليل، موسى كوسه، إسماعيل الصلابي، بـشير الكبتي، حافظ قدور، محمد بعيو، محمد المقريف، مصطفى بوشاقور، سليمان دوغه، سليمان فورتيا، سفيان بن قمو، علي أبو زعكوك، صلاح بادي، صالح جعودة، العجيلي بريني، إيمان العبيدي، سلوى بوقعيقيص، سالم قنّان، فاطمة الحمروش، سهام سرقيوة، المهدي كشبور، إبراهيم الجضران، البراني أشكال، حسن الأمين، نرمين الشريف، هاشم بشر، رحاب النعاس، عبدالمنعم الهوني، عبد الحفيظ غوقة، عبدالله الثني،  جمعة السايح.



هذا هو واقع الحال اليوم في بلاد حفظة القرآن. فلقد انقسمت ليبيا إلى معسكرين وبأسماء عديدة:



فهل سيتلاشى هذا التصنيف، باتحاد المعسكرين في معسكر واحد تُحتِّمه  ظروف الوطن وقدرة الزمن على التئام الجراح وتخفيف الآلام ؟ أم سيبقى التنصيف كما هو ؟  فإنْ بقي كما هو، وظل الشرخ الكبير بين المعسكرين قائماً، فهل سينتصر أحدهما على الآخر في نهاية المطاف، أم سيبقى الوضع كما هو عليه ؟


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *