Qawmi

Just another WordPress site




إبراهيم حرشاوي/لائحة القومي العربي

18/11/2013

يلاحظ المرء ان الاممية الثورية، بالأخص قادتها، قد بدأوا بالانقراض من الذاكرة السياسية عند كثيرٍ من المناضلين الحاليين رغم أن رصيدهم الثوري غني عن التعريف.  بالتالي يبدو من الضروري أن يتم وضع مادة قصيرة تُعرف أي مناضل او مهتم بتاريخ الاممية الثورية في القرن 21 بأحد أبرز الشخصيات التي زلزل اسمها ونشاطها الارض تحت أقدام الامبريالية والصهيونية في مشارق الارض ومغاربها.



ولد الثائر إلييتش راميريز سانشيز الملقب باسم “كارلوس الثعلب” سنة 1949م في مدينة مشيلينة الفنزويلية.  وقد ترعرع في  مناخ عائلي يساري حيث أن والده كان مناضلا ماركسيا وقد انضم في سن مبكر الى الفرع الشبابي للحزب الشيوعي الفنزويلي الذي تأطر فيه فكريا و سياسيا.  بعد ذلك بدأ  بدراسته الجامعية في موسكو عاصمة الاتحاد السوفييتي السابق لدراسة الفيزياء و الكيمياء.  وقد تعرف على القيادي الفلسطيني جورج حبش وعلى الثائر الجزائري محمد بودية الذي كان وراء عمليات عديدة في العمق الفرنسي ابان الثورة الجزائرية وعلى راسها عملية تفجير انبوب النفط في مدينة مرسيليا سنة  1958 م.  وقد دعاه جورج حبش للمشاركة في دورة عسكرية تحت اشراف الدكتور وديع حداد بالعاصمة الأردنية عمان وتم تكليفه بمهمات عسكرية من طرف “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”.


سطع نجم الثائر الفنزويلي في عمليات عديدة وسنشير في ما يلي لبعض أبرز العمليات الفدائية التي شارك فيها او قادها كارلوس:

–  كانت أول عملية نفذها كارلوس عملية انتقامية بعدما اغتالت المخابرات الصهيونية رفيقه الجزائري السالف الذكر محمد بودية.  فاستهدف كارلوس زعيم الفدرالية الصهيونية-البريطانية ورئيس سلسلة متاجر”ماركس اند سبنسير” جوسيف سييف في منزله في العاصمة البريطانية لندن وقام باطلاق النار على وجهه وهي العملية التي نجا منها بأعجوبة.



– تكاد أن تكون أبرز وأشهر عملية فدائية أممية في القرن العشرين هي عملية فيينا في عاصمة النمسا وقد كانت بايعاز من الشهيد معمر القذافي.  وقد قادها كارلوس مع مجموعة مقاتلة أطلق عليها اسم “درع الثورة العربية” للتأكيد على التناقض الوجودي بين الأمة العربية من جهة والإمبريالية والصهيونية من جهة أخرى. واستهدفت العملية هذه المرة اجتماعا لمنظمة الدول المصدرة للبترول “الأوبك”.  وقد اقتحم كارلوس ومجموعته قاعة الاجتماع وتم اختطاف وزراء نفط دول منظمة  “الأوبك”.   وأمر كارلوس السلطات النمساوية بتلاوة بيان المجموعة الفدائية الذي دعا لتحرير فلسطين وللوحدة العربية وعدم استغلال النفط العربي من طرف الامبريالية والأنظمة التابعة لها.  وتمكنت التشكيلة الفدائية من نقل الرهائن الى العاصمة الجزائرية حيث استقبل كارلوس وزير خارجية الجزائر آنذاك.  بعد ذلك توجهت الطائرة الى ليبيا وتم اطلاق سراح بعض الوزراء المخطوفين وانتهت العملية بعد عودة الطائرة الى الجزائر حيث تم اطلاق سراح ما تبقى من المختطفين وتم توفير اللجوء السياسي لكارلوس من قبل رئيس الجزائر الراحل الهواري بومدين.


– في ثمانينيات القرن الماضي ارتبط اسم كارلوس بعدة عمليات فدائية وهناك روايات متواترة تتعلق بضلوعه في موجة من العمليات في فرنسا بعد اعتقال زوجته ورفيقه السويسري برينو بريقي (وكان  الآخر عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) من طرف الاستخبارات الفرنسية ايضا بعد قصف القوات الفرنسية لمواقع تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين داخل لبنان.   وقد كان من بين أهداف كارلوس في هذا السياق بوق الامبريالية “إذاعة أوروبا الحرة” التي تم استهداف مقرها في مدينة ميونيخ الالمانية كما تم استهداف محطة سان شارل ومفاعلا نوويا قيد الانشاء في فرنسا.



مع انهيار الاتحاد السوفييتي وانكماش الدور المناهض للإمبريالية للدول العربية أُرغم كارلوس أن يتنقل من مكان إلى آخر حتى إستقر في السودان الذي وعده بالحماية الضرورية كونه كان ملاحقا من جميع الاجهزة الاستخباراتية العالمية.  لكن الحكومة السودانية خانته وتعاونت مع الاستخبارات الفرنسية التي اختطفته من الخرطوم سنة 1994م.


و بعد مرور أكثر من ثمانية عشرة سنة على اعتقاله وسجنه مدى الحياة في فرنسا لا يزال كارلوس ثابتا على مبدئه المناهض للصهيونية والإمبريالية.  كما اعتنق كارلوس الإسلام ونشر كتابا بعد ضربات 11 ايلول 2001م  تحت عنوان “الاسلام الثوري” يروج فيه لفكرة الاسلام المناهض للامبريالية ومجّد ضربات اسامة بن لادن التي استهدفت الولايات المتحدة واعتبر “أن الاسلام هو القوة الوحيدة العالمية القادرة على حماية الامم المقهورة استنادا لروحه الثورية”.  و رغم الطمس والحملات التشويهية لتاريخه الثوري سيبقى الاسير إلييتش راميريز سانشيز”كارلوس” من أبرز الشخصيات الاممية الثورية التي خدمت القضية العربية في القرن العشرين إلى جانب شخصيات أخرى مثل  المارتينيكي فرانز فانون والارمني مونتي مالكونيون وآخرين.


للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=708593289152852&set=a.419967428015441.105198.419327771412740&type=1

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *