Qawmi

Just another WordPress site

خالد مشعل في لقاء مع "الملك" عبدالله الثاني
خالد مشعل في لقاء مع "الملك" عبدالله الثاني

 بشار شخاترة

في تصريح لخالد مشعل مؤخرا من تونس يتعلق بالأزمة السورية قال ان حركة حماس تقف على مسافة واحدة مما يجري في سوريا وأنها مع الحرية للشعوب ويبرر هذا الموقف بان الحياد في الموضوع السوري سببه خصوصية القضية الفلسطينية حتى لا تضيع في خضم هذا الصراع .

 هذه النبرة المحايدة في التعاطي مع هذا الموضوع لا تعكس إلا انحيازا لطرف ما يسمى بالثوار على حساب الدولة السورية ، في حين أن سوريا لم تكن محايدة في تعاطيها مع القضية القومية الأولى ولم تكن محايدة إطلاقا في إيوائها لقادة حماس عندما ضاقت بهم الأرض بما رحبت ، عندما أقفلت العواصم الثورية هذه الأيام أبوابها وعندما هددتهم المخابرات الأردنية بالسجن أو المغادرة من المطار مباشرة ، حينها كانت الكلفة السياسية والأمنية كبيرة لمن يريد أن يحتضن حماس وقيادتها ويؤمن لها مقرا ويفتح لها أبوابا وهامش حركة يتناسب مع طبيعة عملها كحركة تحرر وطني ، ويقدم لها غطاء سياسيا  خاضت حرب غزة في ظل هذه المظلة والتي خرجت منها بنصر في مواجهة العدو الصهيوني .

 إذا لم يحسب مشعل حساب السنوات العشرة الأخيرة في تعاطي حماس مع سوريا فعليه أن يعلن مبرراته الجديدة لتغيير القبلة والبحث عن مأوى جديد وحليف جديد ، لان القضية الفلسطينية ليس ملكا لا لمشعل ولا لحماس وفي نفس الوقت حماس تسيطر على غزة وخاضت الحرب باسم التحرير ودعمتها جماهير الأمة ، وإذا قيل لا يحق لأحد بالحساب ، فلنسأل عن حق الشهداء وأسرهم الذين خاضت بهم حماس بطولات رفعتها إلى مرتبة عالية وهيأت لها سدة الحكم على الأرض في غزة ، وحتى لا نقع في مقلب فتح ومقلب النقاط العشر .

 أنا لا اشك أن أولويات  النضال ليس لها علاقة بأولويات السلطة في مرحلة التحرر والمعركة محتدمة ، فحماس السلطة الحاكمة هي غيرها حركة التحرر الوطني ، والعدوان على غزة – والصمود فيها والنصر لحماس كما لغيرها من الفصائل التي قاتلت – فرضه العدو ولم يكن من اختيار حماس ( السلطة ) ، مضافا إليه أن هناك فصائل لا تزال تؤمن بالعمل المسلح في غزة وتشكل عبئا على حماس .

 وقد لا يكون بعيدا ما بقال من أن تجربة حماس في غزة وضبطها لعمليات المقاومة وإطلاق الصواريخ قد أعطى مؤشرا قويا عن مدى الثقة التي يمكن أن تلقى  على حركة الإخوان في الدول العربية وخصوصا إذا كانت ساحة الصراع والحرب المفتوحة في غزة قد تم ضبطها ، هذا مؤشر على الدور الذي توكلت به حركة الإخوان المسلمين في الوطن العربي مقابل السلطة .

 وليس بعيدا  الدرس الذي ألقاه العاهل الأردني على مسامع خالد مشعل في لقائه معه برفقة ولي العهد القطري  من أن الحل في  ( الشرق الأوسط ) ينبني على الشرعية الدولية وأساسه إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام  67 وان المفاوضات هي السبيل الوحيد إلى ذلك ،  ولعل العاهل الأردني أراد أن يضع خالد مشعل في أسس المرحلة الجديدة العابقة بياسمين الثورات في ربوع وطننا العربي .

 مرحلة الحرب المفتوحة عالميا على سوريا ، والتي يتبارى المحسنون في دعمها بالمال والسلاح ، ويتسابق المجاهدون في تقديم أرواحهم للقتال في سوريا من اجل جهاد مزعوم ، وهي نفسها المرحلة التي عبر عنها عبدا لله الثاني بان المفاوضات هي السبيل للتعاطي مع ( إسرائيل ) ، مفارقة عجيبة يمكن فهمها وتبريرها لدى ملك الأردن وأمير قطر وال سعود وغيرهم من الجوقة الأمريكية لكنه يثير التساؤل في آن واحد لدى حماس وتعاطيها مع الواقع العربي الجديد ، وحياديتها في الشأن السوري الذي يدعمها كحركة مقاومة واحتضنها كحركة مقاومة !!!!!! . يبدو أن أولوية المقاومة لدى حماس قد دفنت تحت غبار العدوان على غزة أن لم يكن قبل ذلك من حين دخلت لعبة الحكم والبرلمان والبلديات.

 أكذوبة الربيع تتكشف يوما بعد آخر ، والثورة التي لا تحمل مشروعا ثوريا تحرريا وعلى رأس أولوياته تحرير فلسطين وإسقاط المعاهدات المذلة مع العدو الصهيوني هي ثورة عميلة مضادة مزيفة ، وإلا لرأينا عندها أن قادة حماس أموا مصر ليطلبوا من رئيسها الاخواني الثوري التحرري فتح الحدود للمجاهدين ليقاتلوا العدو الصهيوني المحتل وتحويل قبلة الجهاد إلى فلسطين بدلا من سوريا لأنني على يقين أن الموت على ثرى فلسطين أسرع طريق إلى الجنة ، أما جهادكم في سوريا فهو وصفة محققة لجهنم وبئس المصير .  

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *