Qawmi

Just another WordPress site



 جميل خرطبيل

كم هي كثيرة تلك الكتابات اللا واعية التي تحاول التمييز بين اليهودية والصهيونية داخل فلسطين المحتلة لتسوغ لنفسها التطبيع مع الكيان والاعتراف به بأسلوب فهلوي!

إن كل يهودي في فلسطين المحتلة عام 48 و67 هو صهيوني مستعمر لص وإرهابي ومجرم ولا أخلاقي.. لأن وجوده أساساً إنما هو على حساب فلسطيني مشرد ومطرود أو مقتول.. ولا حق لليهود في فلسطين مطلقاً لا قديماً ولا حديثاً، وما مجيئهم إلى فلسطين إلا ضمن المشروع الغربي الإمبريالي لإبقاء قدم الغرب في قلب العالم العربي كخنجر؛ قاعدة عسكرية تحمي مصالحها وتمنع العرب من التحرر والوحدة وبناء دولتهم القومية والنهوض..

واليهود في فلسطين لا يشكلون قومية ولا شعباً ولا جنسية ولا مجتمعاً، وما هم إلا تجمع غير متجانس من جنسيات وأعراق متعددة تنتمي للديانة اليهودية! واليهودية كديانة – كبقية الأديان- لا تصنع قومية ولا شعباً ولا عرقاً أو جنسية..

هناك من ينخدع بأطروحات بعض اليهود في فلسطين الذين يتحدثون حول الحرية والديموقراطية والمساواة والتعايش والسلام، وحق الفلسطينيين بدولة مستقلة أو الدعوة لدولة ديموقراطية تضم اليهود والفلسطينيين.. والمخدوعون ينسون أن هؤلاء المتملقين لصوص ساهموا أو تقبلوا سرقة أكثر من 80 % من أرض الوطن ويتظاهرون بالشفقة على الفلسطيني بما قد يتبقى له من أرض!

كما أن بعض أطروحات الثرثارين الصهاينة قد تنتقد سياسة حكوماتهم تحت عنوان تطرفها أو عنفها مع الفلسطينيين.. أو يتحدثون عن بدء فقد كيان الدولة لأخلاقيته! وكأنما امتلك ذاك الكيان ذات يوم منذ تأسيسه ذرة من الأخلاق أو الشرف أو الضمير..!!

إن أولئك البعض من اليهود إذا كانوا حقاً يؤمنون بحق الفلسطينيين في وطنهم وبالظلم التاريخي الذي أوقعه عليهم الصهاينة والغرب الاستعماري، فلماذا يبقون ضمن تركيبة تلك الدويلة المسخ ولا يتخلون عن جنسيتهم “الإسرائيلية” ويرمونها في وجه حكوماتهم ويعودون إلى أوطانهم التي جاؤوا منها هم أو آباؤهم ضمن المشروع الوظيفي الاستعماري، وهذا فعله قلة منهم، ولكن كم عددهم وكم هي نسبتهم؟!

ومثل أولئك الثرثارين الصهاينة بعض اليهود في الغرب الذين يطرحون الأطروحات نفسها، ممن يطلقون على أنفسهم تسميات قديمة جديدة طارحين إنصاف الفلسطينيين وإقامة دولة لهم، ولكن إلى جانب دولة الكيان (اللا شرعية)؛ مما يعني قبولهم ومباركتهم سرقة 80 % من أرض الشعب الفلسطيني..!

ولكن كم من الأصوات الغربية النكراء من اليهود والمسيحيين المتصهينين صرخت بهيستريا للدفاع عن الكيان الصهيوني لأنه الامتداد الطبيعي (الجغرافي السياسي والثقافي) لقدم الغرب في قلب عالمنا العربي!؟

والملايين اليهودية في الغرب تتكالب على دعم الكيان “الإسرائيلي”، هي والمسيحيين المتصهينين، فلا فرق بينهما وبين الغرب الإمبريالي الذي صنع الكيان كامتداد له وقاعدة خبيثة سرطانية!

أن ينتقد اليهودي في فلسطين دويلته المسخ كرماً لعين الفلسطيني، يعني بالضبط – إن كان صادقاً- أن يرحل عن فلسطين، أما أن ينتقد ويبقى يتنعم بما جادت عليه طبيعة تركيبة القاعدة الاستعمارية، فهذا تناقض كاذب ورياء وتملق، ودموعه على مآسي الفلسطينيين إنما هي دموع التماسيح!

واليهودي الذي يدعي بأنه وريث توراته وتلموده، ما هو إلا أحد اثنين الأول: غبي وساذج وسخيف يؤمن – وببلاهة العصور الحجرية وليس ابن القرن الواحد والعشرين!- بالخرافات والتفاهات التوراتية والتلمودية. والثاني: مشبع في أعماقه بالبراغماتية والميكافيلية، وكلاهما لا يفهمان إلا بلغة الحذاء كما فهمها قادتهم وآليتهم العسكرية اليهودية الصهيونية في لبنان وقطاع غزة، وهذه اللغة هي الوحيدة التي يجب أن تسود في خطابنا مع الصهاينة.

إذاً كل يهودي على أرض فلسطين هو صهيوني مستعمر إرهابي يجب طرده وتحرير الوطن منه، ليعود إليه أصحابه الشرعيين ملايين الفلسطينيين المهجرين والمشردين الذين يعانون الأمرين!

وسيتحقق حتماً رحيل اليهود المستعمرين عن فلسطين ولكن لن يتم ذلك دون طردهم بالقوة المسلحة، لأنهم يعيشون بعقلية وأيديولوجيا ميزان الربح والخسارة وهم في مهمة وظيفية لصالح الغرب الإمبريالي!!

ولن تنتهي مشكلة اليهودي في العالم إلا عندما يحترم ذاته ويعي إنسانيته فيخرج من ثوب يهوديته الضيقة وبراغماتيته وعبادة المال، وهناك من حقق ذلك ولكنهم قلة!!

إننا كشعب فلسطيني لا نؤمن إلا بحل وحيد وهو تحرير فلسطين كلها من بحرها إلى نهرها، ونرفض أي مشروع يفتح المجال لبقاء اليهود المستعمرين في أرضنا أو مشاركتنا بها. إنها حقوقنا الأزلية الأبدية: وطننا، أرضنا، تاريخنا، إرثنا، ثقافتنا، وجودنا، كينونتنا، هويتنا (الماضية والحاضرة والمستقبلة)، شرفنا وكرامتنا وقيمنا.. وما أولئك اليهود إلا غربيون مستعمرون..

ومن حقنا الشرعي والقانوني والإنساني وبكل الأيديولوجيات والمذاهب أن نقاتل من يعتدي علينا، من يسرق أرضنا ووطننا، من يطردنا من بيوتنا ليسكن فيها.. من يقف في وجه تحرير أرضنا كلها.. وهذا هو العدل الحقيقي.

إننا لسنا ضد أحد من الشعوب القاطنة في الشرق أو الغرب، ولكننا ضد من يؤمن بخرافة التوراة ويربطها باليهود المعاصرين سواء أكان يهودياً أم مسيحياً أم مسلماً أو من أي دين آخر.

فمن يدعي وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني عليه أن يعلن إيمانه بحق الفلسطينيين فقط بفلسطين وأنه لا حق مطلقاً لليهود في فلسطين ولا رابطة مطلقاً تربطهم بفلسطين.. وهذا يعني ألا يعترف بالكيان “الإسرائيلي” وألا يدعمه ويؤيده بل يدعو إلى إزالته من الوجود ويفضح حقيقة إنشائه.. وذاك هو المنصف الحقيقي!

دعوا الدين وخرافاته جانباً، لأن القضية قضية إمبرياليات تسعى وراء السيطرة والنهب واستعباد الشعوب لا غير، وأدوات عميلة خدماتية وظيفية تلهث وراء الدولار والرفاهية والمتع الذاتية ولو على حساب الشعوب وفقرها وآلامها، فلا تتباكوا أيها المطبعون على إنسانية يهودي مستعمر وتتجاهلوا مآسي ملايين الفلسطينيين وآلامهم، هذه هي الحقيقة، ونتمنى أن يعيها من يحاول تلفيقاً التمييز بين اليهودي والصهيوني على أرض فلسطين، أو خارجها إن لم يحسم موقفه مئة بالمئة لصالح الفلسطينيين وحدهم!

jameel@falestiny.com 


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *