Qawmi

Just another WordPress site


اراب نيهيتر

http://www.arabnyhe ter.com/ar/ index.php? option=com_ content&task=view&id=4271&Itemid=39

6-5-2010

في حوار اجرته اراب نيهيتر مع البرفسور عبد الستار قاسم قال في رده على سؤال على الرغم من اعطاء الغطاء للسلطة المحلية في رام الله المحتلة، للمباشرة فيما يسمى المفاوضات غير المباشرة، وتوقع الكثير من المحلليين العرب والغربيين و”الاسرائيليين”فشل الجولة، ماذا تتوقع ما بعد الاربع الاشهر؟

أهم عنصر في التحليل السياسي هو فهم العلاقات الجدلية، وهي تلك العلاقات المتداخلة والتي يعتمد كل منها على الآخر في علاقة منطقية لا تنفصم. فإذا قلت إن السماء تمطر، فإنني أعرف أنها ملبدة بالغيوم، واذا قلت إن السماء ملبدة بالغيوم، فذلك لا يعني بالضرورة أن السماء تمطر. وإذا قلت عن الرئيس حسني مبارك صرح تأييدا للمقاومة فإنني اقول لك إنه لن يدعم المقاومة لأن مثل هذا الدعم يتطلب مقدمات. المقدمات الموجودة لدى مبارك هي ضد المقاومة وليس مع المقاومة. المقدمات تمهد للنتائج، والحصاد من جنس البذار.

ولهذا لا تملك السلطة الفلسطينية وأغلب الأنظمة العربية الا الذهاب إلى طاولة المفاوضات. تصور أنهم لا يريدون التفاوض في الوقت الذي ينسقون فيه امنيا مع إسرائيل !! وهذا لا يعني إلا شيئا واحدا وهو أن الغياب عن طاولة المفاوضات ما هو إلا مسالة مؤقتة. التنسيق الأمني عبارة عن التزام بالاتفاقيات، والغياب عن المفاوضات لا يشكل تمردا، وإنما يعب عن حالة ظرفية لها علاقة بالإحراج من الاستيطان، أو بإقناع السذج من الشعب الفلسطيني بأن السلطة الفلسطينية جادة.

رغم فشل عملية السلام يصر العرب على اعطاء غطاء لتفاوض غير مباشر مع اسرائيل , ما هو الدافع وراء ذلك ؟

السلطة الفلسطينية تحصل على أموال من الدول المانحة، ولا تستطيع الصرف في النهاية إلا بموافقة إسرائيل وأمريكا. فهل تغامر السلطة بالأموال وما يترتب عليها من متع ومصالح؟ لا يمكن للسلطة أن توقف التنسيق الأمني لأن الأموال ستنقطع، وبالتالي لا يمكن أو نوقف المفاوضات.

مشكلة السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية المتحالفة معها أن أوباما ورطها بموقف مناهضة الاستيطان. ظنت السلطة الفلسطينية أن أوباما جاد في الضغط على إسرائيل ففضلت أن تأخذ موقفا ضد الاستيطان للمزاودة الوطنية وليس لأنها ترفض الاستيطان. السلطة تفاوض والاستيطان مستمر منذ عام 1994، وكانت تكتفي فقط بالقول إن الاستيطان يدمر عملية السلام.

استمرت المفاوضات واستمر الاستيطان.فترة الشهور الأربعة هي تبرير للعودة للمفاوضات، لكن المفاوضات ستستمر بعد ذلك، وستجد السلطة ومن حالفها من الأنظمة المبررات لذلك. المبررات لا تهمنا، لكن ما يهم أن ارتباطات السلطة الأمنية والمالية مع إسرائيل وأهل الغرب تؤكد أن لا خيارات أمام السلطة إلا الاستمرار في المفاوضات.

من المهم أن ندرك أن الأنظمة العربية بما فيها السلطة الفلسطينية ليست صاحبة قرار. العديد من الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية هي صنيعة الاستعمار الغربي، ويرعاها الاستعمار الغربي. ومنها من يعتمد في رواتب موظفيه على أهل الغرب، ومنها يعتمد على الحماية العسكرية الغربية، فهل من الممكن أن تتمرد هذه الأنظمة على الغرب وإسرائيل؟ نسمع أحيانا بعض التصريحات الإعلامية التي تحتوية على بعض الرجولة، لكنها تصريحات جوفاء تخلو من الظهر التي يسندها، وتنتهي إلى مجرد لغو سياسي تتلهى بها وسائل الإعلام.

الأنظمة العربية لا تقرر لذاتها من ذاتها، وهي مسيرة وليست مخيرة، ولن يتغير الوضع إلا إذا تغيرت العلاقات الجدلية.

أي عندما تعتمد الأنظمة والسلطة على نفسها، أو تتمرد على الاستعباد الغربي فإن القرار السياسي سيأخذ منحى جديدا.

حذر العاهل الاردني من التمادي في تغيير ملامح مدينة القدس وجعل ذلك خطا احمر , لاحقا صرح نتنياهو بأن القدس خطا احمر ! للكيان الصهيوني فهل هذا يعني تحديا للدور الاردني في رعاية المقدسات الاسلامية ؟

الملك عبد الله لا يعني ما يقول، وغالبا لا يدري ماذا يقول. الملك قال إن إسرائيل تلعب بالنار، وقال إن الرد على ذلك هو الذهاب إلى الأروقة الدولية. كيف يمكن مواجهة من يلعب بالنار بالأروقة الدولية؟ اللاعب بالنار بحاجة لمن يلاعبه بالنار لكي يتوقف، والملك عبد الله ليس لاعبا. ستستمر إسرائيل في تهويد القدس وستبقى الاحتجاجات العربية الكلامية مستمرة، ولن تجد غير ذلك.

العرب سيحتجون على سياسات إسرائيل منذ عشرات السنين، وسيستمرون في الاحتجاج، وستستمر إسرائيل بالبناء. فقط يمكن أن يوقف إسرائيل حزب الله.

عدد من القادة العرب والفلسطينيين ماسونيون. وربما تعلم أن رئيس لجنة القدس كان ماسونيا، وإذا علمت أن الهدف النهائي للماسونية هو إقامة هيكل سليمان لأنه رمز المحبة والسلام في العالم، فهل تتوقع من هؤلاء القادة تحرير القدس، أم دعم إسرائيل في جهودها لبناء الهيكل؟ المسألة ليست بحاجة إلى عبقرية أو تحليل طويل، وهي جلية وواضحة، وهي أن العديد من قادة العرب عبارة عن مطايا، ويعملون وفق ما يؤمرون.

هنالك حراك شعبي اردني ضد مخططات الوطن البديل , وهنالك اجراءات اسرائيلية تقضي طرد 70 الف فلسطيني منهم من يحمل بطاقات صفراء وخضراء هل ترى ذلك مقدمة لتنفيذ الحلم الصهيوني بالوطن البديل لتبقى فلسطين المحتلة ارضا لا يسكنها سوى اليهود ؟

عمل النظام الأردني منذ البدء على إقامة الوطن البديل، وهو جزء من ثمن تنصيب الهاشميين أمراء ومن ثم ملوكا على الأردن.

الأردن من الناحية الفعلية عبارة عن وطن بديل، لأن أغلب سكانها من الفلسطينيين والذين يحملون الجنسية الأردنية. الاقتصاد في الغالب بيد الفلسطينيين، ومساحات واسعة من أراضي شرق الأردن قد تم شراؤها من قبل فلسطينيين. هم يتكلمون الآن عن الناس في الضفة وغزة، وهل سيتم تهجيرهم إلى شرقي الأردن أم لا.

الأردن منذ اليوم الأول عمل على أردنة الفلسطينيين، ومنحهم جوازات سفر أردنية، وفتح الجسور مع الضفة الغربية بعد هزيمة حزيران، واستقبل المهاجرين الفلسطينيين من الضفة والقطاع. لماذا؟ والآن يريدون التباكي على الأردن. هذه دموع تماسيح.

القضية الفلسطينية الآن ليست بيد الفلسطينيين أو الزعماء العرب، بل هي في ذمة التوازن الإقليمي.

أي أن مصيرها ستحدد من خلال الصراع الدائر بين المحور العربي الإسرائيلي الأمريكي ومحور سوريا إيران حزب الله. إسرائيل ليست معنية بالسلطة الفلسطينية الآن، وهي وحلفاؤها يركزون على كيفية التعامل مع المحور الآخر.

قناعتي أن حربا ستنشب، وستخسرها إسرائيل بأذن الله، وستشهد القضية الفلسطينية تحولا تاريخيا هاما بعد ذلك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *