أحمد عدنان الرمحي – لائحة القومي العربي
28/12/2014
لا شك أن مشاعر التعاطف التي يشعر بها المواطن العربي الأردني مع الجندي المأسور معاذ الكساسبة هي نفس المشاعر التي تختلج المواطن العربي السوري حين يشاهد أو يسمع يومياً عن أسر جندي سوري لدى نفس تلك الجماعات المسلحة الظلامية، لكن الفرق بين الحالتين هو أن الجيش العربي السوري يدافع عن أرضه ضد مشاريع التفكيك ويحمي دولته من الانهيار والاختراق، بينما جيشنا العربي يشارك في معركة ليست بمعركته متحالفاً مع عدوة الانسانية، حليفة الكيان الصهيوني الأولى – جيشنا اليوم يصطف في خندق واحد مع جنود قصفوا بغداد ودمروا العراق وفتتوه وشردوا شعبه – مع من قصف ليبيا والسودان – مع من استعدى الأمة وسرق مقدراتها من المحيط إلى الخليج، نظامنا، النظام في الأردن، يتحالف مع منظري نظرية “الشرق الأوسط الجديد” الهادف لتمزيق المنطقة وتفتيت الدول العربية المقسمة أصلاُ تحت عنوان كاذب لطالما تم انتعاله وهو “مكافحة الارهاب”.
من يود أن يحارب داعش فليختر مكانه الصحيح، اي مع الدولة العربية السورية لا مع الولايات المتحدة الأمريكية التي أسست وحليفتها السعودية للفكر الظلامي، فلا يخفى على أحد أن السلفية الجهادية كانت قد بدأت ارهاصاتها أواخر الثمانينيات حين أغدقت ممالك وإمارات الخليج على ساحات القتال في أفغانستان بالمال و”بالمجاهدين”، بينما تدرب أولئك وتسلحوا من خلال الأمريكان لمواجهة الاتحاد السوفييتي، لتنقلب امريكا وربعها على تلك الجماعات بعد اتمامها المهمة، دون ان تنهيها او تبيدها تمهيداً لليوم القادم المناسب الذي ستحتاج فيه الامبريالية لتلك الآداة مرة أخرى..
من يود أن يحارب داعش، فليحاصر منظريها وقيادييها الأردنيين وما أكثرهم! فهم من يحتلون منابر المساجد بخطابهم الطائفي التكفيري البغيض. من يود أن يحارب داعش ليلقي القبض على منظري ذلك التيار الظلامي ابتداءً من القنيبي صاحب الفيديوهات الشهيرة وانتهاءً بأبو محمد المقدسي وأبو سياف وأبو قتادة الذين تنتشر تصريحاتهم وفتاويهم على صفحات الانترنت ليتم تداولها كالنار في الهشيم … أو على الأقل لتمنع سلطات النظام في الأردن رفع الرايات الداعشية في المسيرات وبيوت عزاء قتلى التكفيريين القادمين من المدن الأردنية ممن قضوا في سورية… أو ليفسر لنا النظام على الأقل تلك التقارير التي تصدر من حين إلى آخر عن معسكرات لتدريب التكفيريين في الأردن قبل تسريبهم إلى سورية!؟ أو ليفسر لنا النظام كيف لأولئك التكفيريين السفر بحرية عبر منافذ الأردن الجوية والحدودية دون حسيب أو رقيب !؟
من جانب آخر لوحظ أن بعض أقطاب ومنظري النظام بدأوا فعلاً بتداول حلول للأزمة تتمثل باطلاق سراح الارهابية “ساجدة الريشاوي” التي خانها حزامها الناسف حين لم ينفجر في أجساد المواطنين العرب الأردنيين يوم 9-11-2005 في مقابل اطلاق سراح الطيار المأسور، مستدلين بحادثة خطف السفير الأردني فواز العيطان حين رضخ النظام لمطالب الخاطفين باطلاق سراح تكفيريين ليبيين مدانين بالإرهاب من سجون الأردن!
ذلك النهج إن اتبع سيجعل من الأردنيين بمواطنيهم ودبلوماسييهم المنتشرين في أصقاع الأرض سلعة رخيصة لكل تكفيري يريد أن يطلق سراح زميل له …
ومن جانب آخر .. هذا النهج إن اتبع قد تكون له آثار أخرى قد تدفع المظلومين لانتهاج الاسلوب ذاته، فقد يفهم البعض ان الوسيلة ذاتها أصبحت نهجاَ مشروعاً، ولربما يدفع ذلك مثلاً مريدي وأقارب الجندي البطل أحمد الدقامسة بأن يخطوا الخطوات ذاتها لاطلاق سراحه خاصة أنه قد انهى محكوميته ولا يزال يقبع في السجون!!..
التحالف مع دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية، عدوة البشرية، وبين دولة كالأردن ليس تحالفاً متكافئ بقدر ما هو توظيف سياسي يخدم أعداء الوطن لا الوطن … كم كنا سنكون سعداء لو أن طائرات الجيش العربي كانت تقصف تل أبيب لا سورية … وكم كنا سنشعر بالفخر بذلك الجندي حينها .. أما الآن فلا مشاعر الا الحزن على توريط الأردن وجيشه وطياريه في معارك ليست لنا … ولا مشاعر إلا الأسى على جعل الأردن أسيراً لمشاريع الغرب …
للمشاركة على الفيسبوك:
اترك تعليقاً