!المعارضة التونسية تجهز على أحلام التغيير الحقيقي: هل قدر تونس المراوحة في ثنائية الإخوان والفلول؟

الصورة الرمزية لـ ramahu




عبد الناصر بدروشي

خاص للائحة القومي العربي – 3/11/2013

ماذا بعد أن تبين أن ما سمّي “الربيع العربي” تمخض عن مشروع صهيو-امريكي بالتنسيق الكامل مع حركة “الاخوان المسلمين” بكل تفريعاتها المسلّحة والسياسية وداعميها الأساسيين قطر وتركيا؟!  وماذا بعد أن اتضح أن ذلك الاتفاق يضمن للأمريكان “حق” التحكّم في الثروة النفطية والغازية وللصهاينة الاعتراف وضمان مواصلة مشروعهم التوسّعي و للإخوان ضمان الوصول للسلطة في كل الجمهوريات التي يتمّ تقويضها؟!



يبدو أن الغرب رأى أن تلك الجماعات التكفيرية هي خير ضمان لتفكيك الدول العربية وتجزئتها إلى كيانات دينية وطائفية وعرقية في نطاق سعيها إلى تأسيس الإمارات ولهاثها وراء دولة الخلافة المنشودة.



جاء سقوط حركة الإخوان المجرمين في مصر ضرورة حتمية وتتمّة لصمود سورية التي تمكّنت من كسر ظهر مشروع “الربيع العربي” المشؤوم.  ثم جاء دور حركة النهضة التونسية، أحد تفريعات الإخوان التي كانت رأس حربة في مشروع تدمير الأمة العربية عن طريق مشاركتها في تدمير ليبيا واحتضانها لمجلس اسطنبول العميل وتجنيد الشباب التونسي لقتال إخوتنا في أرض الشام وصولا إلى هتك عرض الشعب العربي في تونس عن طريق تجنيد الشابات لما يسمى ب”جهاد النكاح”.



إضافة الى كل ذلك لا يخفى على أحد رعاية حركة النهضة لإرهاب الجماعات التكفيرية في تونس الذين قال عنهم راشد الغنوشي، أحد أبرز رواد الأيباك، اللوبي الصهيوني في واشنطن: (هؤلاء أبناؤنا يبشرون بثقافة ويذكرونني بشبابي…).


أبناء راشد الغنوشي عبروا عن ثقافتهم في جبل الشعانبي وراح ضحية هذه الثقافة جنود وضباط من الجيش الوطني التونسي.  وكذلك عبروا عنها مؤخراً بالعمليات التي حصدت أرواح 7 أمنيين من جهاز الحرس الوطني، ولا ننسى قبل ذلك اغتيال كل من الشهيد القومي العربي محمد البراهمي والشهيد شكري بلعيد.



وقد ثبت تلقي وزارة الداخلية تحذيرات كتابية قبل تنفيذ العمليات ولم تقم الوزارة باتخاذ أي اجراء وقائي. حدث كلّ هذا في ظل السعي المحموم من قبل حركة النهضة الاخوانية لمدّ أذرعها طولا وعرضا في مؤسّسات الدولة والاعلام في المرحلة الأولى، ثمّ الدفع باتّجاه انهيار جهاز الدولة المدنيّة، وتعويضها بمؤسّسات الحركة الداعية الى احتكار العنف لصالح حملة أفكار التكفير واحتكار المناصب والوظائف الهامة والمسالك الاقتصادية والتجارية والمالية بين يدي أعضاء الحركة.



وصل الشعب العربي في تونس إلى أقصى درجات الاحتقان من حكم الاخوان وكانت الفرصة مناسبة أكثر من أي وقت مضى لاجتثاث حكمهم الظلامي وكان من المفترض أن تقوم المعارضة بتأطير الاحتجاجات الشعبية التي تلت استشهاد رجالات تونس من سياسيين وجنود وأمنيين وتجييشها نحو اسقاط حكم الاخونج الا أن جبهة الانقاذ التي تضم مجموعة من الأحزاب التي ارتضت أن تكون ذيلا لحركة نداء تونس التجمعية ارتأت أن تتاجر بدماء الشهداء وتفاوض القتلة حول مبادرة تغيير الحكومة دون المساس بالمجلس التأسيسي ذو الاغلبية الاخوانية والذي يترأسه المطبع مصطفى بن جعفر الذي قال  “هناك سلفية قومية غير مؤثرة في المشهد السياسي تحاول أن تفرض نصا في الدستور يجرم التطبيع،” ونائبته محرزية العبيدي التي أجرت حوارات من أجل السلام مع الصهيوني الحاخام دافيد روزين الذي أدى خدمته العسكرية مع الجيش الصهيوني في سيناء،  والتي دفعت بابنتها حسب اعترافها في فيديو معروف جيداً الى التطبيع عن طريق حوار مزعوم مع شبان عرب وآخرين صهاينة يحملون الجنسية ” الإسرائيلية” في فرنسا عقب عدوان عملية “الرصاص المسكوب” على غزة ، وما الحكومة الحالية الا نتاج ذلك المجلس التأسيسي الاخواني المطبع الذي تريد المعرضة أن تبقينا تحت سقفه الخرب.



ومع ضعف جهوزية وإمكانيات المعارضة الوطنية كانت فلول النظام السابق في كلّ من مصر وتونس والعملاء القادمين من الخارج  هم الأكثر فاعلية.  فقد كانت تلك الفلول تحظى بدعم خارجي وإمكانيات ضخمة وكانت تعدّ لاستثمار فشل الاخوان المتوقّع وتتسلّل خفية إلى البروز في المشهد كجزء من المعارضة وأمام طمع وجشع وتغوّل الإخوان في السلطة بدأ هذا المكوّن البارز الجديد من “المعارضة” يقدّم نفسه على أنه الأقدر على تخليص الجميع من هذا الغول الاخواني المتوحّش.



تمّ استغلال المحطّات الدمويّة الكبرى لجلب الجزء الأكبر من المعارضة الوطنية المنظّمة إلى مظلّة أو عباءة الفلول. فاغتيال لطفي نقض، المنسق العالم لحزب حركة نداء تونس،، تزامن مع بداية ارتفاع صوت الفلول المنظّم في “نداء تونس” – واغتيال شكري بلعيد تلاه إعلاء شأن تحالف “الاتحاد من أجل تونس” الذي ولد قبل أسبوع وإعلان التراجع عن شيطنة التجمّعيين –  واغتيال محمد براهمي كان مناسبة لتأسيس “جبهة للإنقاذ الوطني” ولم يذكر بيان الجبهة ولو كلمة عن ضرورة تشكيل فريق للتحقيق في الجريمة وضرورة محاسبة ومعاقبة المسؤولين والجناة، وكان الهمّ الوحيد هو تشكيل حكومة انقاذ توافقية، كما أنّ هذا الاغتيال كان مناسبة لخروج المجرمين دعاة البورقيبية سيئة الذكر كأبطال ثوريين!



فطالما أن رأس المعارضة التونسية هي حركة نداء تونس البورقيبية حليفة الاستعمار الفرنكفوني وعدوّة القومية العربية التاريخية لا يمكن أن ننتظر منها خيارات وطنية جذرية ويبقى الشارع العربي في تونس في انتظار نخبة وطنية تطرح برنامجاً للتغيير الحقيقي وتقوم بتأطير حراك شعبي يطيح بحكم الاخوان…  فهل قدر المواطن أن يبقى ضحية الاستقطاب الثنائي والتخيير بين البورقيبية والاخوانجية؟!! ولماذا يرتضي اليسار في تونس وبعض القوميين أن يكونوا ذيلا للبورقيبيين الذين لفظهم الشارع التونسي بعد أن أذاقوه المرّ قتلا وقهرا وتجويعا وإفقاراً وعمالة ؟!!



تقوم المعارضة التونسية باتّهام النهضة بالإجرام والإرهاب نهارا وتذهب لتحاورهم ليلاً بحثا عن توافقات تبنى على دماء الشهداء.  فكيف يمكن أن نقيم حوارا وطنيا مع جماعة معادية للوطن؟! كيف يمكن أن نقيم حوارا وطنيا مع جماعة مجرمة في حق تونس وفي حق الأمة العربية؟!



ان عملية الحوار القائمة الان هي خيانة للوطن وللشعب في تونس وللأمة العربية.   لن يغفر الشعب العربي للمعارضة التونسية تضييع هذه الفرصة الذهبية لإسقاط حكم الاخوان في تونس بعد أن اهتز عرشهم وافتضح أمرهم وانكشفت، للمواطن البسيط قبل المسيّس، كلّ سوءاتهم وعمالتهم.   فكيف نتحاور ونقبل أن يشاركنا في السلطة من نتّهمه بأنه سفك الدماء ودبّر الاغتيالات والتفجيرات ؟؟؟ اللهمّ إذا كانت هذه الاتهامات بهتانا وكذبا؟ أو أن من قبل تقاسم السلطة مع المجرمين كان مشاركا معهم في جزء من تلك العمليات؟



تزامن الحراك الشعبي المناهض لحكم حركة النهضة الاخوانية في تونس مع مبادرة الحوار الوطني التي تطرح تغيير الحكومة مع الابقاء على المجلس التأسيسي الذي تقوده أغلبية “نهضاوية” أي تغيير القشرة مع الابقاء على اللّب الفاسد الذي سيعيد تحصين نفسه عبر دستور اخواني.



وكما قالت ابنة الشهيد القومي العربي محمد البراهمي، بلقيس البراهمي، وقد صدمت بخيانة المعارضة التي ارتضت العودة تحت قبة التأسيسي ” من كان يؤمن بمحمّد فان محمدا قد مـــات.. ومن كان يؤمن بالمبادئ فان المبادئ لا تموت.”



=============================



ملحق: حول بعض أعضاء المكتب السياسي لحزب حركة نداء تونس:


–   قال فوزي اللومي عضو مكتب سياسي لحزب نداء تونس خلال برنامج الصراحة راحة الذي بثته قناة حنبعل: “نداء تونس هو التجمّع و الدستوريون هم التجمعيون (أي التجمع  الدستوري الذي كان الحزب الحاكم).


–   أخت فوزي اللومي تزور الكيان الصهيوني في اطار أعمال وهو لا يرى اشكالا في ذلك وقد صرح في برنامج تلفزيوني ان وفود رجال أعمال توانسة تزور الكيان الصهيوني بالتنسيق مع اتحاد الصناعة والتجارة (منظمة الأعراف).  اتحاد الصناعة والتجارة هو احد رعاة الحوار السياسي في تونس (مبادرة الرباعي للحوار الوطني)… أي أن احد رعاة الحوار الوطني مطبع.


–    سلمى اللومي الرقيق عضو المكتب السياسي في حزب نداء تونس هي أخت فوزي اللومي وهي من زار الكيان الصهيوني.


–   خميس قسيلة تجمعي سابق تسلم مناصب منها خطة في سفارة تونس في فرنسا / ديوان وزير التعليم العالي خلال مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المنعقد في شباط (فيفري)  1994. وقد ترشح خميس قسيلة في قائمة التجمع الدستوري الديمقراطي برئاسة توفيق بودربالة ضد قائمة المنادين بالمحافظة على استقلالية الرابطة.


–   محسن مرزوق تحصل على ماجيستير العلاقات الدولية من اليونسكو كما انه عمل منسق تنفيذيا لمركز الكواكبي بالأردن تحت اشراف الامير حسن بن طلال. وفي سنة 2008 تم انتخابه على راس المؤسسة العربية الدولية للديمقراطية بالدوحة كان دائما يشيد بالسيدة موزة وبعظمتها وديمقراطيتها وانجازاتها في قطر وحتى في المقابلات التلفزية التونسية كان دائما يمدح موزة والفيديوهات كثيرة. محسن مرزوق هو مدير اقليمي لبرامج مؤسسة فريدوم هاوس بشمال افريقيا.


–    محمد الغرياني ليس في المكتب السياسي ولكنه عضو جديد وهو الامين العام السابق للتجمع.


أما جرائم السبسي التي ارتكبها في الحركة اليوسفية فمعروفة وبديهية  ولا تحتاج الى برهان…




للمشاركة على الفيسبوك:


https://www.facebook.com/photo.php?fbid=700141499998031&set=a.419967428015441.105198.419327771412740&type=1

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..