فيديو كليب “فلسطين ستكون حرة” لماهر زين

الصورة الرمزية لـ ramahu

[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=foSbqLi6U10[/youtube]


ترجمة وتقديم إبراهيم علوش

العرب اليوم 10/11/2009

 

ترجمة وتقديم إبراهيم علوش

العرب اليوم 10/11/2009

 

 

سبق أن أشرنا إلى أغنية “لن نسقط” (من أجل غزة) للمغني والملحن الأمريكي، السوري الأصل، مايكل هارت، التي ظهرت على النت في بداية عام 2009 عشية العدوان على غزة.  وقد يفاجأ بعض الذين لا يتابعون قنوات الفيديو كليب العربية، وهم يتقلبون ما بين القنوات، بأغنية أخرى بالإنكليزية بعنوانفلسطين ستكون حرةPalestine Will Be Free لماهر زين، وهي أغنية عن قضية عربية بإحساس غربي وتأثير موسيقي شرقي، تتميز بدورها بالتزامها الجدي والوطني، حتى تخال أنك تشاهد إحدى الفضائيات الوطنية المسييسة، لا إحدى قنوات الفيديو كليب.

 

وبغض النظر عن حاجة بعض الفضائيات لحشر نشيدٍ دينيٍ هنا أو أغنية ملتزمة هناك ما بين الفقرات، ربما من قبيل سد الذرائع، وربما لإيصال رسالة أن الفن (هابطاً أو غير هابط) لا يتعارض مع الالتزام الوطني أو الديني، فإن بعضنا على الأقل لا يسعه إلا أن يسر لعرض فيديو كليب مثل “فلسطين ستكون حرة”، ولا يسعه إلا أن يدعو لعرض المزيد من هذا اللون، بعيداً عن إشهار سيف التكفير والتشهير أو ساطور التحريم والتجريم، في وجه كل فن أو تعبير، لأن بديل الفن الهابط هو الفن الراقي، وليس منع التعبير الفني بأنواعه.

 

بجميع الأحوال كان القصد من الإشارة لمايكل هارت وأغنية “لن نسقط” (من أجل غزة)، في سياق الحديث عن فيديو كليب “فلسطين ستكون حرة” لماهر زين، الذي تم تحميله على موقع يوتيوب في صيف عام 2009، هو لفت النظر إلى ظاهرة الفنان العربي في الغرب الذي يخرج من الوطن ولا يخرج الوطن منه، الذي يخرج من غربته بالتواصل مع قضايا الوطن في فنه، والذي يفعل ذلك ببادرة فردية منه بدون جهد منظم من أي مؤسسة ثقافية عربية، والأهم من هذا، الذي يتصدى لذلك في محيط فني غربي عدائي أو غير متفهم بالحد الأدنى، وهو ما قد يكلفه كثيراً أو يضطره للقطع معه، وهي ظاهرة تكشف قوة الهوية العربية وقدرتها على إعادة إنتاج نفسها تحت أقسى الظروف، لكنها أيضاً ظاهرة تكشف قدرة المقاومة والصمود على إعادة بعث الإحساس بالانتماء العربي على بعد آلاف الأميال من حدود الوطن العربي.  وفي هذه الحالة، يجري الحديث بالتحديد عن صمود غزة، بمقاومتها وأهلها، وعن قضية فلسطين بشكلٍ عام.

 

ماهر زين لبناني الأصل، هاجرت عائلته إلى السويد وهو لا يزال في الثامنة، وتعلق بالموسيقى منذ سن العاشرة، وبعد حصوله على شهادة الهندسة في السويد، ذهب إلى نيويورك في الولايات المتحدة ليعمل في محيط الشركات الموسيقية المعروفة ومع بعض الموسيقيين في عالم الروك الأمريكي… ليترك كل ذلك خلفه مرة واحدة ويتجه اتجاهاً أخر.   وإذا كان ماهر زين قد اتجه اتجاهاً إسلامياً بعدها، فإن أغنية “فلسطين ستكون حرة” هي أغنية ذات طابع وطني تحرري جامع، غير فئوي وغير متعصب، وبالرغم من ذلك، يزعم كاتب هذه السطور أن الغرب هو أفضل مكان في العالم يمكن أن يكتشف فيه العربي الذي يرفض أن يفقد هويته متانة العلاقة ما بين العروبة والإسلام، أو ما بين الإسلام كثقافة، والعروبة كهوية، حتى لو لم يكن متديناً بالمعنى التقليدي للكلمة.

 

ويتميز فيديو كليب “فلسطين ستكون حرة”، مثل أغنية “لن نسقط” (من أجل غزة)، وما شابههما من ظاهرة الفن العربي الملتزم في الغرب، باستخدام اللغة الإنكليزية في كلماته، وبمزج الألحان والآلات الموسيقية العربية والغربية في بوتقة واحدة تعبر في النهاية عن التأثيرات الفنية والثقافية المختلطة عند الفنانين الذين ينتجون تلك الموسيقى والكلمات في قالب فن عربي-غربي ملتزم، وهي ظاهرة نلاحظها في الجيل الثاني من المهاجرين العرب أو ما يليه، لا جيل أهلهم بالضرورة، مما يؤكد الاستنتاج الذي ذهبنا إليه حول قوة الهوية العربية.  كما نلاحظ أن استقبال الجمهور لأغنية “فلسطين ستكون حرة”، من عدد الذين شاهدوها على موقع يوتيوب مثلاً، هو أكثر حرارةً بكثير من استقباله لأناشيد ماهر زين الأخرى، مع العلم أن ماهر زين يشير في مقابلة له على الإنترنت أن موسيقاه موجهة للشباب أساساً، وهي موسيقى تفيد في استعادة الشباب الذين تغربوا في الوطن العربي، وليس فقط في تعزيز انتماء الشباب العربي في الغرب أو في إيصال القضية العربية للغربيين.  ومن المؤسف في نفس المقابلة المذكورة على الإنترنت أن المذيعة التي قابلت ماهر زين استغلت كل دقائقها الخمس والعشرين لممارسة الوعظ والإرشاد الديني للشباب دون طرح أي سؤال عليه حول الأغنية الوطنية التي جعلته معروفاً

فيديو كليب “فلسطين ستكون حرة” يستخدم الرسوم المتحركة بشكل مبدع وبسيط ومؤثر ليظهر فتاة صغيرة على مقاعد الدراسة في غزة تذكرنا بشخصية “حنظلة” في الرمز، وبشخصية فارس عودة في الواقع… وهي فتاة من شعبنا تتصدى لدبابة صهيونية بحجر ووراءها مئذنة محترقة، بعد أن تتعرض مدرستها للقصف، وبعد أن تشاهد الدمار والقتل من حولها، وتجبرها على التراجع، طالبةً من المقاومين أن يعودوا إلى الخلف لتتولى أمر الدبابة بحجرها، وهي رسالة ملتبسة بشدة قد توحي بأن المقاومة يجب أن تكون “سلمية” فحسب؟! وهي الملاحظة الوحيدة على الفيديو كليب التي يتوجب التنبه لها، ولكن باستثناء ذلك، فإن كلمات الأغنية المرافقة تعبر عن لسان حالها، وتقدم في النهاية رسالة واضحة: تحرير فلسطين (وليس الدولة أو التعايش مع الغزاة مثلاً!).

 

وفيما يلي ترجمتي الخاصة لأغنية”فلسطين ستكون حرة” التي لحنها ماهر زين وشارك بكتابة كلماتها مع براء خرجي

:

كل يومٍ نقول لبعضنا

بأنه سيكون اليوم الأخير

وبأننا سنرتاح غداً

وكل هذا سينتهي أخيراً

وبأن فلسطين ستكون حرة غداً

فلسطين ستكون حرة غداً

 

لا أمٌ لي ولا أبٌ ليمسحا دموعي

لذلك لن أبكي

أشعر بالخوف لكني لن أظهر مخاوفي

فأبقي رأسي مرفوعاً

وعميقاً في قلبي لم يراودني أبداً أيُ شك

بأن فلسطين ستكون حرة غداً

فلسطين ستكون حرة غداً

 

رأيت تلك الصواريخ والقنابل تبرق في السماء

كقطرات مطرٍ تتلألأ في ضوء الشمس

آخذةً كل من هو عزيزٌ على قلبي

محطمةً أحلامي بلمحة بصر

ماذا حدث لحقوق إنساننا؟

ماذا حدث لحرمة حياتنا نحن؟

وكل تلك الأكاذيب الأخرى؟

أعرف أنني طفلةٌ فحسب

لكن هل ما يزال ضميرك حياً؟

 

أعانق بيدي العاريتين

كل حبة رملٍ غالية

وكل حجر وكل شجرة

لأنهم مهما فعلوا

لن يستطيعوا أن يؤذوك

لأن روحك ستبقى دوماً حرة

 

فلسطين ستكون حرة غداً

فلسطين ستكون حرة غداً

 

* ملاحظة: تمكن مشاهدة فيديو كليب “فلسطين ستكون حرة” على الرابط التالي على موقع يوتيوب:

 

 

* ملاحظة: تمكن مشاهدة فيديو كليب “فلسطين ستكون حرة” على الرابط التالي على موقع يوتيوب:

 

http://www.youtube.com/watch?v=foSbqLi6U10

 

 

11111111111111_new10

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

رد واحد على “فيديو كليب “فلسطين ستكون حرة” لماهر زين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..