خوست ـ أفغانستان عن القدس العربي
تبنت حركة طالبان باكستان على لسان أحد قادتها المعروف بـ’حاجي يعقوب’ مسؤولية الهجوم الانتحاري الذي استهدف قاعدة للمخابرات المركزية الامريكية في ولاية خوست شرقي أفغانستان، والذي أسفر عن مقتل سبعة من عملاء الوكالة وجرح ستة آخرين.
وكشفت مصادر مقربة من طالبان لـ’القدس العربي’ عن تفاصيل العملية الانتحارية التي استهدفت قبل يومين مقر الاستخبارات المركزية الامريكية في ولاية خوست شرقي أفغانستان والتي كان بطلها الطبيب الأردني همام خليل محمد، (ولد عام 1977) والمكنى بأبي دجانة الخراساني المعروف والمشهور بذلك وسط المنتديات الجهادية والإسلامية المقربة من تنظيم القاعدة.
وقالت المصادر إن همام خليل محمد اعتقل قبل عام من قبل جهاز المخابرات الأردنية في الأردن لنشاطه في الترويج للمنتديات الجهادية والإسلامية. وقالت مصادر طالبان الباكستانية ان همام وافق الجهاز الاستخباراتي الأردني على الإفراج عنه مقابل تجنيده وتوجهه إلى وزيرستان للعمل مع طالبان باكستان والالتقاء مع نائب زعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، وهو ما وافق عليه همام.
وكانت العملية الانتحارية التي استهدفت عملاء المخابرات المركزية في ولاية خوست شرقي أفغانستان المجاورة لمناطق القبائل الباكستانية قتلت سبعة مع عملاء المخابرات المركزية الامريكية بينهم قائد القاعدة وجرح ستة آخرون.
ويقول القائد الطالباني الذي قدم نفسه باسم يعقوب لـ’القدس العربي’ مشددا على أن جهاز المخابرات الأردني يعرف تماما من هو يعقوب ‘إن همام جاءنا وتعاملنا معه كأخ منتم إلى حركة طالبان وهو أول عربي ينضم إلى حركة طالبان الباكستانية، وبالفعل عقدنا لقاءات كثيرة معه، وكنا نمد المخابرات الأردنية بمعلومات مضللة عن الحركة لكسب ثقتها وكانوا يمررون تلك المعلومات إلى المخابرات المركزية الامريكية واستمرت اللعبة طوال عام كامل، حتى قرر عملاء المخابرات المركزية الامريكية قبل أيام نقل همام إلى خوست للحديث معه عن تفاصيل بعض الأهداف والمعلومات وبالفعل تم خطفه إلى داخل خوست‘.
وتقول المصادر الطالبانية الباكستانية لـ’القدس العربي’ إن همام ‘تم تزنيره بحزام ناسف ممتلئ بالمتفجرات ونظرا للثقة التي بناها مع المخابرات الأردنية التي لديها مقر كامل في خوست وكذلك مع المخابرات الامريكية عن طريق الأردنية فإنه لم يصار إلى تفتيشه والتحقق منه حيث نقل إلى مقر قيادة التحكم بطائرات التجسس الامريكية التي تستهدف عناصر وقيادات القاعدة وطالبان في مناطق القبائل الباكستانية‘.
وتشدد المصادر على أن الحاضرين احتفلوا بعيد ميلاد همام الذي يصادف يوم الخامس والعشرين من كانون الاول (ديسمبر) وبحضور قائد القاعدة وكبار ضباط الاستخبارات المركزية الامريكية وبعض عناصر المخابرات الأردنية، وقد فجر همام نفسه وهو ما أدى إلى مقتل قائد القاعدة التابع للمخابرات المركزية الامريكية وآخرين وجرح آخرين.
ويرى مراقبون أمنيون ان العملية التي تٌُعد الأخطر في تاريخ الاختراق الأمني والاستخباراتي من منظمة وحركة لدولة ولجهاز مخابراتي بحجم المخابرات الامريكية والأردنية ستشكل انتكاسة خطيرة لكلا الجهازين وربما للعلاقة بينهما، سيما وأن المخابرات المركزية الامريكية تعتمد في كثير من الأحيان على المخابرات الأردنية في تعقب عناصر القاعدة.
ويقول المراقبون أن العملية ستشكل انتكاسة وربما إعادة لصوغ العلاقة والتعاون بين الجهازين فيما يتعلق بالعملية وتداعياتها.
وكان الجيش الأردني قد أعلن الأربعاء مقتل قريب للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في أفغانستان حيث كان يشارك ضمن قوات اردنية في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
يذكر أن الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي تساهم بقوات في أفغانستان في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك غير أن السلطات ترفض حتى الآن الكشف عن حجم القوات التي أرسلتها.
وقالت مصادر اردنية لـ’القدس العربي’ ان المساهمة الاردنية لقوات التحالف في افغانستان هي ثلاث بعثات طبية تضم مرافقين امنيين لحراست
اترك تعليقاً