موقفنا من معركة الموصل

الصورة الرمزية لـ ramahu

14731372_1346029035409271_687130563738480557_n

لائحة القومي العربي

21/10/2016

لطالما وقفت لائحة القومي العربي مع المقاومة العراقية في مواجهة المحتل الأمريكي وكل من عاونه من أي طائفة أو حزب أو تيار سياسي، من الذين جاؤوا على ظهر الدبابات الأمريكية من الميليشيات الطائفية إلى الصحوات، كما أن لائحة القومي العربي أكدت دوماً على موقفها الثابت مع الشهيد صدام حسين الذي اختار مواجهة الاحتلال وأعوانه حتى النصر أو الاستشهاد.  كما كان رأينا، ولا يزال، أن العدوان على العراق هو فاتحة عدوان مماثل على بقية الدول العربية، اتخذ أشكالاً مختلفة، من العدوان الناتوي على ليبيا في العام 2011، إلى العدوان الكوني على سورية، المستمر منذ أكثر من خمس سنوات ونيف، إلى العدوان السعودي الإجرامي على اليمن، إلى مشاريع زعزعة الاستقرار وإثارة الفتن التي نشهدها في عموم الوطن العربي بأدوات الإرهاب التكفيري من جهة، والأدوات الليبرالية الإعلامية والمجتمعية من جهةٍ أخرى.  فإذا كان مشروع “تغيير النظام” قد تم في العراق بأدوات خارجية حصراً، فإنه تم في ليبيا بمزيج من الأدوات الخارجية والداخلية، ويسعى للتحقق اليوم في سورية واليمن بمزيج من الأدوات الداخلية والإقليمية والدولية، لكن المشروع يبقى نفسه في الجوهر، تفكيك بلادنا وتدمير دولها المركزية، وغير المركزية، تحت عنوان “تغيير النظام”.

على هذا الأساس، نؤكد أن موقفنا من معركة الموصل اليوم ينطلق من المحددات التالية:

1) وحدة العراق وسلامته الإقليمية، وانتماؤه لمحيطه الطبيعي، المحيط العربي،

2) رفض الأطماع التركية بالموصل ومحافظة نينوى، وهي الأطماع التي عبر عنها أردوغان علناً قبل يومين أيما تعبير بمطالبته بمراجعة معاهدة لوزان لعام 1923 التي حددت حدود تركيا الدولية، وبالتدخل العسكري التركي في شمال العراق، وفي الشمال السوري،

3) اعتبار الخطر الرئيسي على العراق اليوم متمثلاً بالقوى التكفيرية التي تفتك بالبشر والحجر والشجر، وتسعى لمحو آثار العراق وهويته، وهو ما لا يمكن فصله عما تقوم به تلك القوى نفسها في سورية واليمن وليبيا وسيناء وكل المنطقة، وإن ما يحتاجه العراق اليوم هو الاستقرار بحيث تتاح الفرصة الحقيقية للشعب العراقي الضارب الجذور بانتمائه القومي ليذهب بالزبد الطائفي، ولعل المفارقة أن داعش الان هو الأداة الإمبريالية لزعزعة استقرار العراق واستمرار حالة التشرذم والمحرك الرئيس للصراع الطائفي،

4) التمسك بالهوية الوطنية العراقية، والهوية القومية العربية للعراق كضمانة للوحدة الوطنية، باعتبار أن الطائفية لا تتم مواجهتها بطائفية مقابلة، تصبح بالتالي وقوداً لها، وذريعةً لانتشارها، والخط القومي العربي في العراق لا يمكن أن يصطف مع داعش وأخواتها، أو مع النزعات الكردية الانفصالية من جماعة البرزاني واشباهه، تلك النزعات المدعومة من الإمبريالية والصهيونية ومن تركيا، كما لا يمكن أن يمالئ النزعات الطائفية حيثما وجدت، سواء كانت شيعية أم سنية، ولا يمكن أن يمالئ النزعات المناهضة للعروبة في العراق من حيثما أتت، ولا يمكن أن يقبل بأي تجاوزات بحق المواطنين وحياتهم وأملاكهم وأعراضهم وحقوقهم من أي جهة كانت.  ونؤكد أننا ندين مسبقاً أي تجاوز ميليشياوي من أي جهة كانت بحق أهل الموصل وغيرها، كما أدنا جرائم التكفيريين، حتى لو كان الجنون الإجرامي للتكفيريين أكبر بما لا يقاس.

لهذا، فإننا في الوقت الذي نؤكد فيه على أهمية وأولوية تحرير الموصل وكل العراق من داعش والقوى التكفيرية ومشروعها الظلامي، فإننا نحذر أن غياب بديل وطني عراقي ذي مصداقية ووزن ودور فاعل في الساحة السياسية، عابر للطوائف والمذاهب والاثنيات، سوف يفتح الباب لتجدد الإرهاب التكفيري بصورة موزعة غير متركزة جغرافياً، حتى بعد تحرير الموصل، ما دامت اللغة الطائفية هي التي تحكم الحوار السياسي، إذا وجد مثل ذلك الحوار أصلاً…

وندرك أن مجلس بريمر المقسم طائفياً ودستور نوح فلدمان الذي أقام الحكم في العراق على أساس المحاصصة الطائفية هو الذي زرع بذرة الفساد، ولذلك نرى أن المخرج يكون بنشوء تيار وطني عراقي يعيد تأسيس الدولة العراقية على أسس غير طائفية، على أساس دولة المواطنة والهوية العربية للعراق، ليعود العراق قطباً مركزياً في الوطن العربي، كما كان أيام الحكم الوطني، بدلاً من أن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية والدولية بأدوات محلية.  ولهذا نرى أن خروج العراق من مأزقه يتطلب إخراجه من حالة الميليشيات إلى بناء الجيش الوطني الواحد الموحّد، وأن يتم العمل على إلغاء العملية السياسية الاحتلالية التي خلّفها الاحتلال الامريكي وإلغاء دستور “بريمر” الطائفي، لأن الطائفية تستدعي الطائفية المقابلة وهذا يمزّق العراق والامة العربية.

ولا يغيب عنا أن جزءاً كبيراً مما تقوم به الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية والعثمانية في العراق اليوم يتمثل بمحاولة دفع الدواعش باتجاه الرقة وشرق سورية، بعد أن بدأوا يخسرون معركتهم هناك.  كما أن الأدوات الكردية والتركية تسعى للحلول محل داعش في شمال العراق، بنكهة غير تكفيرية، لا تقل عداءً للعراق والعروبة.  فلا يمكن أن نفهم ما يجري في الموصل وشمال العراق بمعزل عن معركة سورية، وموقفنا مما يحصل في الموصل والعراق ينطلق أيضاً من الدفاع عن سورية وبارتباط مباشر معها وخوفاً عليها كرأس حربة المواجهة في صد العدوان على الوطن العربي.  فالوضع الطبيعي أن تكون سورية والعراق في صف واحد في هذه المعركة، ولا نفهم التوافقات الأمريكية-العراقية في معركة الموصل، كما لم نفهم السهولة التي تم فيها غزو الموصل وغيرها انطلاقاً من شرق سورية، والسهولة التي قام فيها التكفيريون بالانسياب من غرب العراق إلى الرقة وشرق سورية قبل ذلك.  ونرى بأن خروج الوضع العربي من مأزقه الذي وضعته فيه أنظمة البترودولار الداعمة للإرهاب والتكفير بات يتطلب قيام محور عراقي-سوري-مصري-جزائري-يمني مما سيشكل ثقلاً رسمياً عربياً حقيقياً، من الجناحين الآسيوي والأفريقي للأمة العربية، يسهم باستعادة عروبة العراق، وبمحاربة الإرهاب حقاً، وإعادة شيء من التوازن للجامعة العربية والوضع العربي عموماً.

كما نؤكد على التزامنا بنهج المقاومة في مواجهة الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية، وعلى رفض الطائفية بكل أشكالها، وعلى اعتبار الحركات التكفيرية وجهاً آخر للمشروع الصهيوني في المنطقة.  لكن المقاومة بالتعريف تتطلب جبهةً وطنية عابرة للطوائف والمذاهب، وتتطلب جبهة داخلية متراصة لا تمزقها الصراعات الطائفية.  وليس من المنطقي أن يُترك العراق اليوم ليتفكك ويصبح صومالاً آخر، بالرغم من حجمه وثرواته وعلمائه…

نعم لتحرير الموصل من التكفيريين!

نعم لإعادة بناء العراق، لا للطائفية بكل أشكالها!

نعم لعروبة العراق!

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/Qawmi

 

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..