حلب في عيون “العربية” و “بي بي سي” – تقرير خاص

الصورة الرمزية لـ ramahu






من 28/4/2016 إلى 5/5/2016



سلسلة دورية يشارك بإعدادها شبيبة لائحة القومي العربي:



نتناول في هذا التقرير التغطية الإعلامية لقناة “العربية” وقناة “بي بي سي” حول مدينة حلب السورية ومأساتها المستمرة منذ أعوام، فما الذي جرى في حلب؟



حلب مدينة شمال سورية، عانت –كما كل المدن السورية الأخرى- ويلات الحرب والإرهاب، فكان لها نصيب من التهجير والتشريد والتفجير والنهب، والتدمير الممنهج لمعالمها الأثرية، كما تجدر الإشارة إلى الانقطاع شبه التام للماء والكهرباء عن كثير من مناطقها، جراء اعتداءات مجموعات الإرهابيين المرتزقة من مختلف دول العالم، المسماة “معارضة”، والموثقة طبعاً، (للاطلاع انظر الرابط)


بتاريخ 22/4/2016، ضجت وسائل الإعلام العربية والعالمية بأخبار حلب، وصوَّر الموضوع على أنه “غارات سورية-روسية” تستهدف “مناطق المعارضة” أي المناطق التي يتحصن فيها المسلحون، ويتخذون من المدنيين –إن وُجِدوا- دروعاً بشرية، وبدأ العد التصاعدي اليومي، فكان اليوم الأول لهذه المأساة هو اليوم الذي بدأ فيه رد الجيش العربي السوري على اعتداءات المسلحين، خلال ما يفترض أنه كان هدنة، علماً أن مأساة أهالي حلب جراء قصف المسلحين على الأحياء الآمنة بالمدافع وجرات الغاز، كانت قد بدأت قبل أيام من هذه الحملة الإعلامية خاصة أيام 16/17/18/19/20/21/ نيسان /2016، أحياء (صلاح الدين، الميدان، عوجة الجب، الجابرية، محيط الحديقة العامة…) انظر الرابط




اللافت هنا، تشابه الخطوط العريضة للتغطية الإعلامية، إلى حدٍ كبير، لدى هاتين القناتين، رغم اختلاف التوجهات والمرجعيات المفترض، حيث أن قناة “العربية” هي قناة سعودية معروفة بموقفها المعلن المعادي للدولة السورية، وقناة “بي بي سي” هي القناة البريطانية التي تدعي “التمسك بمعيار الحيادية الأساسي وتبذل كل ما في وسعها لكي تكون منصفة ومتوازنة”، وقد اتضح بعد مقارنة بسيطة أنهما تشتركان في نقاط كثيرة تتعلق بانتهاك مواثيق (شرف الإعلام العربي) و(ميثاق شرف الفيدرالية الدولية للصحفيين) الذي يعد معياراً للأداء المهني للعاملين في مجال الصحافة، خاصةً فيما يتعلق في:



-مصادر الأخبار: حيث تعتمد الوسيلتان على مصادر غير دقيقة وغير موثوقة مثل (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، وهو مؤسسة مقرها بريطانيا تدعي أن لديها شبكة من “النشطاء” على الأرض، وسبق أن أعلنت انحيازها ضد الدولة السورية، أو أن تكون المصادر شخصيات لا دليل على وجودها أو مصداقيتها أساساً (زهير، ساكن بالمنطقة لرويترز، رامي عبد الرحمن…)، أو أن تنسب المزاعم إلى مصادر مجهولة (ناشطون معارضون، تقارير واردة من المدينة، نشطاء)، وكل ما سبق هو انتهاك صحفي خطير.



-المصطلحات المستخدمة: حيث تصف الوسيلتان الجيش العربي السوري –وهو مؤسسة رسمية وشرعية سورية- بصفات متحيزة بعيدة عن المهنية مثل (القوات الحكومية، قوات الأسد، جيش الأسد…)، والدولة السورية (النظام)، وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة –المصنفة إرهابيةً- بحسب قوائم الأمم المتحدة، بأنها (جماعة معارضة مسلحة)، علماً أن مصطلح “معارضة” سياسي لا عسكري، كذلك الأمر بالنسبة لجماعات (جيش الفتح، أحرار الشام، فيلق الشام) ذات السجل الإجرامي الحافل والموثق.



-دقة المعلومات: في هذا الصدد سيل من المعلومات غير الدقيقة أو المغلوطة أغلبها يدخل في سياق:



1-تبرير إرهاب الجماعات المسلحة المتمثل بقصف الأحياء السكنية والمدنيين، بزعم أنه رد فعل مبرر على “غارات الحكومة، قصف متبادل، موجة عنف”.



2-تجاهل متعمد لجرائم الإرهابيين والامتناع عن الإشارة لأي من مجازرهم، بخاصة تجاهل خبر قصف مسجد الملخانة واستشهاد 16 مدنياً بتاريخ 29/4/2016، واستهداف مشفى الضبيط واستشهاد 17 مدنياً بتاريخ 3/5/2016.



3-اتهامات للدولة السورية بانتهاك الهدنة، علماً أن السياق الزمني للأحداث يظهر بوضوح أي جهة هي التي انتهكت هذه “الهدنة”.



للمشاركة على الفيسبوك:


















Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..