موقف “لائحة القومي العربي” مما يجري في مخيم اليرموك يكتبه:
بشار شخاترة
حرمة الدم الفلسطيني كذبة اخترعها مقاولو الثورة الفلسطينية في زمن كانت فلسطين من البحر الى النهر عربية. اخترعوها ليحرّموا سفك دمائهم من خياناتهم، الى ان وصلوا الى اوسلو ونسفوا الخيار الوطني الفلسطيني تحت عنوان حرمة الدم.
حرمة الدم الفلسطيني تروجها اليوم قنوات ووسائل دعاية في حملة شرسة على سورية وتدخل من الباب الفلسطيني من مخيم اليرموك، تتباكى القنوات المتصهينة على الفلسطينيين الذين يموتون جوعا في المخيم، فأخبار المجاعة تملأ الدنيا، والشعب المعذب لا ينفك يخرج من شتات ليدخل في شتات جديد، الدنيا تطارد هذا الشعب وآخر فصول المأساة يقترفها الجيش العربي السوري.
الجيش العربي السوري يقاتل منذ ثلاثة اعوام دفاعا عن سورية، يمارس العمل العسكري باحتراف الجراح النطاسي ليحافظ على ارواح المدنيين ولو كلفه ذلك الشهداء تلو الشهداء، هذا الجيش الذي فاجأ الدنيا بأدائه البطولي والاستثنائي، عقيدته التي آمن بها: فلسطين عربية، و”اسرائيل” عدو، والامة العربية حصن وملجأ، ليأتي بعد هذا مأجورو المخابرات الغربية ليتهموه بالدم الفلسطيني وان الحصار المفروض على مخيم اليرموك يخلف مجاعة تفتك بالشعب الفلسطيني دون رحمة.
لعل المشكلة ابتدأت عندما لم يحاول الجيش اقتحام المخيم مدركا المحاذير التي قد يثيرها مروجو الفتنة، عندما استولت العصابات الارهابية على المخيم ونهبت المؤن ودمرت المخابز لتحرم الناس من وسائل العيش. خططوا لمجزرة في المخيم على يد الجيش ولكن ادركت القيادة الفخ، ولما وصلنا الى تطويق المخيم بهدف قطع الطريق على العصابات من الانقضاض على دمشق، هنا ينفجر اللغم الفلسطيني، المجاعة تهدد الشعب المشتت، العصابات على اتم الجاهزية في المخيم والمقاتلون بصحة جيدة والشعب الفلسطيني يموت جوعا، تتباكى عليه القوى التي سهلت اجتياح المخيم وتتهم الجيش بالابادة.
يتناسى المجرمون ان سورية كلها تنزف، شعبها يعاني من الحصار في حلب ونبل والزهراء من العصابات ولم نسمع من يدافع عنهم، والجيش يطوق الغوطة الشرقية لحرمان العصابات من الدعم، والشعب العربي السوري فيها يعاني من الجوع كأخوتهم الفلسطينيين ولم ترف جفون الناعقين على مجاعة المخيم متناسين ان الدم الفلسطيني زمرته سورية وان الدم السوري زمرته فلسطين كان ولا يزال، لكنها الحرب تدمي القلب وتضيع العذابات الصغيرة ضمن المشهد الكبير.
لم تقدم سورية شيئا لشعبها حرمت منه الفلسطينيين. في سورية اليوم الكل يدفع الثمن، ثمن الارهاب ثمن العدوان والاهم ثمن الصمود، الحرب تواجه الشعب كما الجيش السوري كما الشعب العربي الفلسطيني. الجنود يقتلون في مشفى الكندي ومطار منغ، والتضحية لا تستثني القيادة العليا في خلية الازمة، فالكل سواسية في الشهادة.
ان الجريمة التي ارتكبت بحق ابناء المخيم والفلسطينيين في عموما على اثر العدوان هو التشريد الجماعي على ايدي العصابات عندما تلقفتهم الايدي المتصهينة من سلطة اوسلو وكانت عونا لتهجيرهم الى بلاد الغرب عبر لبنان. الخلاص منهم الى المهاجر خطة صهيونية قديمة ولا صوت او صدى لغربان اوسلو او الدوحة او الرياض، فهؤلاء عيونهم تعمى عن العصابات التي لا يدركها الجوع ولا تتلطخ ايديها بالدماء ولا ينقصها السلاح والتي تقتحم حياة الآمنين.
في كل هذا المعمعان ترخص الاثمان امام سورية، ومهما كانت التضحيات غالية فهي ارخص بكثير من انتصار داعش والنصرة ومن ان يعتلي منبر الاموي وهابيٌ، لان تفتيت سورية وتدمير وحدتها هو النتيجة المحققة حينها.
أولى بالدموع ان تذرف على خراب الوطن وضياعه، وأولى بالدم العربي السوري والفلسطيني ان يسيل شلالات من اجل ان تبقى دمشق درة الشرق وقلب العروبة النابض ولو سويت مدنٌ بالأرض، ومن لم يعتبر من العراق ولييبا، اما حاقد او عميل، ومن لم يعتبر من تهاون السودان مع المتمردين، يسهل انفصالَ ألف جنوب، فاضربوا يا حماة ديار ولا تجعلوا للمجرمين على الارض ديارا .
للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=735288526483328&set=a.419967428015441.105198.419327771412740&type=1
اترك تعليقاً