تونس: شعار “استقالة الحكومة” الإخوانية أقل بكثير مما يجب

الصورة الرمزية لـ ramahu


د.إبراهيم علوش


تحية للشعب التونسي البطل في حراكه المشروع ضد حكم الإخوان المسلمين الحاضنة الفكرية والسياسية الحقيقية لإرهاب الزومبيين، ولو انقلب الزومبيون عليهم أحياناً…


لكن مشكلة تصحيح مسار الحراك الشعبي التونسي الذي اطاح ببن علي يبقى أن برنامج “استقالة الحكومة” الذي تتبناه قوى المعارضة التونسية الأساسية حتى الآن يترك تلك المعارضة في ملعب الإخوان وقوانين اللعبة السياسية التي وضعوها.


فبعد أن تم استيعاب الاحتجاجات الشعبية الناتجة عن اغتيال الشهيد محمد البراهمي ب”خريطة طريق” و”حوار وطني” وإلى ما هنالك، تراجع الإخوان المسلمون عما قبلوه من استقالة للحكومة في تكرار مملٍ لتلون تلك الجماعة وتأرجحها البراغماتي وتغيير موجات خطابها السياسي حسب حاجات اللحظة.  فهي الآن تقول أن استقالة الحكومة ستتم فقط بعد إنهاء الدستور وتحديد موعد الانتخابات الخ… من قبل المجلس التأسيسي الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمون.


وفي الواقع لا تشكل الحكومة إلا خط الدفاع الأول عن حكم الإخوان في تونس.  ويبقى مربط الفرس في المجلس التأسيسي (مجلس النواب) الذي افررت معادلاته تلك الحكومة والتي ستفرز مثلها لو استقالت.  فلا بد من استقالة المجلس التأسيسي نفسه وإعادة الانتخابات قبل أن يتم وضع الدستور وقوانين اللعبة الانتخابية للمجلس المقبل.


وما دامت المعارضة لا تطرح ضرورة استقالة المجلس التأسيسي والانتخابات المبكرة فوراً، أي ما دامت لا تطرح ضرورة الإطاحة بحكم الإخوان ثورياً، فإن الإخوان المسلمين سيظلون مسيطرين على قواعد اللعبة، وستذهب النقمة الشعبية على حكم “النهضة” لجيب حزب نداء تونس (جماعة بن علي)، الذي بات للأسف القوة الأكثر جذرية في المعارضة.


إذن لا بد للمعارضة التونسية أن تطالب بحل المجلس التأسيسي فوراً، وأن ترفض الحوار مع الإخوان المسلمين، وأن تسير الاحتجاجات الشعبية نحو ذلك الهدف… إذا سمح لنا أخوتنا الأعزاء في تونس بالتعبير عن هذه النصيحة ممن يعتبر الوطن العربي كله وطناً واحداً تعز عليه كل حبة رمل من ترابه.


للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=749950155022222&set=a.306925965991312.96654.100000217333066&type=1

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..