بيان لائحة القومي العربي حول العدوان الأمريكي-الصهيوني على سورية

الصورة الرمزية لـ ramahu



الرجاء التوزيع على أوسع نطاق

نعلن وقوفنا قلباً وقالباً مع سورية دولة وجيشاً وقيادة

نطالب بتعبئة عامة سورية وشعبية عربية للتصدي للعدوان


تتجمع نذر العدوان فوق سورية هذه الأيام، وهي لحظة مفصلية لا يتوقف عليها مصير سورية فحسب، بل مصير المشروع القومي العربي برمته، ومصير النظام العالمي بأسره في الوقت الذي تتراجع فيه الهيمنة الأمريكية ويأفل نجم قطبها الأوحد.  فإما سورية العربية المستقلة، وإما سورية التابعة المجزأة الغارقة في الدماء… إما وطن عربي تسيطر عليه الرجعية العربية لسنوات طوال، وإما بداية المشروع القومي النهضوي التحرري… إما عالم متفجر في قبضة الإمبريالية الأمريكية وأذنابها، وإما عالم متعدد الأقطاب.  ولأن هذه المعركة تتجاوز في أهميتها وأبعادها وخطورتها سورية أو حتى بلاد الشام، فإن القيادة السورية تتحمل اليوم مسؤولية تاريخية ومصيرية تتجاوز دولتها وتتطلب منها خوض المعركة حتى النهاية بدون الالتفات لأي حلول وسطية قد يقدمها العدو الأمريكي-الصهيوني كيفما مال ميزان القوى بعد هذه اللحظة، لأن عدونا دفع الأمور خارج أية منطقة رمادية.


وما الحديث عن “ضربة محدودة” إلا ذرٌ للرماد في الأعين، لأن اللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد في النظام الأمريكي يدفعون باتجاه ضربة شاملة تشمل مدرجات المطارات ومراكز السيطرة والتحكم والدفاعات الصاروخية وكل مفاصل البنية التحتية العسكرية والمدنية فيما تتدفق المساعدات والدعم لقطعان العصابات المسلحة، مما يعني أن الهدف هو تفكيك الدولة والجيش والمجتمع والاقتصاد السوري أسوة بما حدث في العراق وليبيا من قبل، بعدما عجز العدو الأمريكي-الصهيوني وأذنابه عن تحقيق مثل ذلك الهدف على مدى عامين ونصف عبر وكلائه السوريين والعرب والمسلمين بالرغم من كل وحشيتهم القرووسطية.


وليكن واضحاً أن الأزمة السورية فرزت السوريين، لا العرب والمسلمين وأهل الأرض فحسب، إلى معسكرين لا ثالث لهما: إما مع العدو الأمريكي-الصهيوني، وإما مع سورية دولة وجيشاً وقيادة، وإما مع نتنياهو وأوباما، وإما مع بشار الأسد.  ونحن نعلنها بملء الفم أننا مع البريكس في مواجهة حلف الناتو، ومع المشروع القومي العربي في مواجهة الرجعية العربية، ومع الجيش العربي السوري والقيادة السورية في مواجهة العصابات المسلحة المدعومة بكل صفاقة الآن من قبل أعداء الأمة، ومع محور المقاومة في المنطقة، وبكل فخر واعتزاز مع قائد المواجهة الكبرى هنا والآن بشار الأسد.


وليكن واضحاً أننا نتحدث عن عدوان سافر وقح هنا، لا عن “ضربة” تضيع فيها هوية المعتدي والمعتدى عليه وحقيقة ما يجري، وأن سورية لم تقطع البحار لتعتدي على الولايات المتحدة إنما العكس هو الصحيح، وأن من يمتلك سجلاً مؤكداً في استخدام السلاح النووي في اليابان، والسلاح الكيماوي في فيتنام، واليورانيوم المنضب والمخصب في العراق، والفسفور الأبيض في الفلوجة، وأسلحة الدمار الشامل بشكل عام، هو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو العدو الصهيوني في غزة ولبنان.  وهذا العدو الأمريكي الذي ثبت بطلان ذرائعه لغزو العراق واحتلاله وتدميره هو الذي يجب أن يُعاقب، وهو الذي يجب أن يُحاسب على جرائمه في كل أنحاء المعمورة، فليست هناك بقعة أرض على هذا الكوكب لم تطلها جرائم الأمريكيين والمستعمرين الأوروبيين، ولم نرَ “المجتمع الدولي” بعد يتحرك لإجبار أولئك المجرمين الدوليين على تسديد فاتورة حسابهم الدموي العنيف!


واليوم يأتي التلويح بعدوان عسكري على سورية استمراراً للرعونة المعتادة من الإدارة الأمريكية إزاء الدول والمحاور التي تعتبرها معادية لمخططاتها الاستعمارية الكونية ومصالح حلفائها في العالم وعلى رأسهم الكيان الصهيوني المدلل.  فالعدوان على سورية هو استمرارٌ لسيناريو مهاجمة البلدان وغزوها وتدميرها باسم “الديموقراطية” و”تحرير الشعوب”، لكن الولايات المتحدة تورطت في فيتنام وكُسرت شوكتها، وتورطت في العراق وخرجت منه تجر أذيال الخيبة، ولا تزال محتارة كيف تخرج من مستنقع أفغانستان، ولسوف تتعلم مجدداً أن “نزهتها التأديبية” في سورية ستشعل المنطقة بأسرها، وأن سورية رغم جراحها تبقى دولة قوية بما تملكه من ردع وحلفاء، وأن سورية سوف تنتصر على العدوان بما أعدت له، “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”…


وإننا في هذه اللحظة التاريخية نؤكد بأننا نعتبر كل دولة أو جهة أو حزب سياسي عربي يطلب التدخل الأجنبي في سورية أو يباركه أو يموله أو يستحثه هو شريك في العدوان وخائن لأمته، ونضع على راس هؤلاء حكام الخليج العربي وزبد البترودولار الإسلامويين والليبراليين، وحكام تركيا الذين باتوا يستميتون على تمزيق سورية بعدما عجزوا عن تأجيج الصراع في مصر العربية، وقطعان العصابات المسلحة في سورية من السوريين وغير السوريين، والنظام الأردني الذي فتح أرض الأردن وأجواءه لقوات العدو الأمريكي دون أدنى اعتبار لما سيجره العدوان على سورية من مآسٍ على الأردن والأردنيين.


وإنه لمن المؤسف أن يتصاعد تآمر حكام بعض الدول العربية والإسلامية على سورية في الوقت الذي تنحشر فيه الإدارة الأمريكية في الزاوية، فتضطر للجوء لتغطية الكونغرس للتعويض عن نقص الدعم الشعبي الأمريكي والعالمي والعربي للعدوان على سورية.  ومن المؤسف أن يلجأ أولئك الحكام لتحريك شر الإرهاب في العراق ومصر وغيرها، وتصعيد خطاب الفتنة الطائفية، فيما تعلمهم التجربة أن الإرهاب والفتنة غالباً ما يرتدان على من يطلقهما.


ولكننا نذكر، لكي لا نضيّع بوصلتنا القومية في سخونة اللحظة فنخسر المعركة دون قتال، أن طعن سورية في ظهرها لا يقتصر على بعض العرب، وأن هناك من أهلها من خانوها، وأن الشباب العربي، كالسوريين الشرفاء الوطنيين تماماً، يتحرق شوقاً للدفاع عن سورية، وأنهم على استعداد للموت دفاعاً عنها لو فتحت لهم القيادة السورية باب التطوع في صفوف الجيش العربي السوري من المحيط إلى الخليج.


باختصار، يفرض التاريخ على الشعب العربي في معركة مصيرية من هذا النوع أن ينهض دفاعاً عن سورية، وأن لا يكتفي في ذلك بالمظاهرة والمسيرة والاحتجاج والاعتصام والبيان، بالرغم من أهمية كل ذلك، فإذا هوجمت سورية، يصبح ضرب المصالح الأمريكية والصهيونية كافة في الوطن العربي والعالم واجباً على كل قادر، وتصبح المطالبة بفتح باب التطوع في صفوف الجيش العربي السوري حقاً وواجباً وطنياً وقومياً وشرعياً.


أما بالنسبة للقيادة السورية التي أدارت المعركة بكفاءة وصمدت في وجه الحرب الكونية عليها على مدى  أكثر من عامين ونصف العام، فإننا لا نملك إلا أن نأتمنها على الرد بالطريقة التي تراها مناسبة، ولا نزايد، ولكننا نقترح بقوة أن الوقت حان لإعلان التعبئة العامة في سورية، وأن مثل تلك التعبئة يجب أن تأخذ حيزاً إعلامياً أكبر وأشد، كما نقترح فتح باب التطوع للشباب العربي بصفوف الجيش العربي السوري أو في أية تشكيلات مساندة يديرها الجيش العربي السوري، كذلك نقترح بقوة أن يتم الرد على كل صاروخ يطلق على سورية بصاروخين على الكيان الصهيوني وعلى من يطلقه أينما وجد، وما لا يمكن الوصول إليه بصاروخ، يمكن النيل منه بطرق أخرى.


هذه الأمة لن تموت.  فقد جعل فيها الله شباباً مستعدين للموت ليحيا الوطن، وجعل فيهم حباً له أكبر من أن تلوثه مزابل الخيانات، وأعظم من أن تضنيه أي جراح، وجعل فيها إسلاماً أرقى وأنقى من أن يلعب به تجار الدين.    فمن هنيبعل إلى زنوبيا، ومن خالد ابن الوليد إلى جمال عبد الناصر، كان عنوان هذه الأمة هو البقاء والاستمرار في وجه أعاصير الزمن.  وهذه الأمة سوف تبقى وتنتصر.



عاشت سورية العربية!

لائحة القومي العربي

7/9/2013


للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=668199926525522&set=a.419967428015441.105198.419327771412740&type=1

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..