نسرين الصغير
كم كانت رياح الحرية ستكون عليلةً في بلادنا لو كان منشأها من وطننا العربي، سواء من بلاد الشام او بلاد الحجاز او وادي النيل او المغرب العربي! لكن تلك الرياح لم تأتِ إلا من اعداء الامة فهي رياحٌ صهيونية امريكية مموله من نفط الأمة المصادر، اي ممولة قطرياً وخليجياً.
لاني لم اجد في “الربيع العربي” الذي غزا الأمة والدول العربية سوى زيادة التقسيم في وطننا … ولم اجد من يتحدث بلسان القومية العربية او بلسان الوحدة.. نحن لم نرَ في هذا الخريف العربي سوى زيادة في تشتيت الأمة والوطن العربي. فبالأمس القريب، اي قبل “الربيع العربي”، كانت فلسطين بوصلة الأمة العربية وكان المواطنون العرب على الأقل متحدين في متابعة التطورات التي تلم بفلسطين، أما اليوم، بعد الربيع الليفي-امريكي، أين ذهب ثوار “الربيع العربي” من القصف اليومي على غزة؟! وأين هم من الشهداء الذين يسقطون يومياً جراء الغارات الصهيونية على القطاع؟! وأين هم من تهويد القدس وتصاعد الاستيطان في الضفة الغربية؟! …
لماذا لم نرَ الحراكات و الثورات في جميع الأقطار تتطرق، و لو لمرة، لطرد سفير صهيوني او اغلاق سفارة او وقف التطبيع او معاداة الإمبريالية، على العكس تماما ….
لماذا لم نسمع منهم مطالبة لتوحيد الصفوف وللوحدة العربية في وجه العدوين الصهيوني والأمريكي؟؟؟
لماذا لم نسمع عن غير التقسيم والقتل، ولماذا تشتد الحملة على القومية العربية بشتى الوسائل؟! فالحرب بالوطن العربي الان هي حرب على القومية العربية وعلى رموزها مثل الشهيد صدام حسين، وهذا في العراق ودول اخرى، وهي حرب على القائد جمال عبد الناصر، سواء في ليبيا او في مصر نفسها، واكبر دليل على ذلك هو تولي مرسي للحكم في مصر ؟؟؟
لماذا لم يأت “الربيع العربي” لنا سوى بالمزيد من العبودية والتقسيم والتشتيت؟! …. قبل العدوان على العراق لم نكن نسمع بسني وشيعي، واليوم الخطاب الطائفي هو حديثنا. نسينا اننا كلنا اخوة. وبعد احتلال ليبيا سمعنا بثلاث دول، أو كما يسمونها ثلاثة اقاليم “اقليم برقا، اقليم طرابلس، اقليم فزان”. لماذا كل هذه الحرب على ما تبقى من وحدتنا العربية؟! فالسودان اصبح اثنين، وليبيا اصبحت ثلاثة، والعراق اصبح اربعة، الخ…
هل هذه الحرية؟! أن نقدم ارواحنا في سبيل تحقيق غايات اعداء الأمة؟! لماذا سوريا؟ هل لأن انسانيتهم لا تسمح لهم ان يروا الشهداء؟ فأين أعينهم وإنسانيتهم من شهداء العراق وليبيا الذين سقطوا بالقصف الأمريكي، ومن شهداء فلسطين؟! هل سلميتهم في “ثورتهم” هي التفجيرات التي نسمع عنها يوميا في شوارع سوريا ؟؟؟؟
لكن ما يجري في سوريا ليس لأجل الحرية أو الإنسانية، بل لأن سوريا هي شريان الحياة لحزب الله، ولأن سوريا هي الدولة العربية – ويمكن ان نقول الوحيدة – التي يحق لها ان تحتفل بعيد استقلال، لأنها دولة مستقلة فعلاً، وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها …..
جميعنا فرحنا وهللنا للنصر الذي حققه حزب الله على الكيان الصهيوني في صيف عام 2006. لكن هل سألتم انفسكم كيف هزم حزب الله الكيان الصهيوني، ومن اين له الأسلحة، ومن أمن له الغطاء السياسي والعمق الإستراتيجي ؟؟؟؟
اترك تعليقاً