تحيا عروبتنا جميعاً

إن ما تشهده محافظة سيدي بوزيد من أحداث واحتجّاجات مما يزيد عن الأسبوعين كرد فعل عفويّ دون أي تنظيم نقابيّ أو سياسيّ ليس إلا دليلا على حقيقة تردي الأحوال الاجتماعيّة والاقتصاديّة في القطر العربي التونسي كحال بقيّة وطننا العربيّ الذي بات يواجه الفساد، والفقر، والبطالة كجزء من حياة الشعب العربيّ دون أي اكتراث حكوميّ أو وزاريّ .

لقد شكل إقدام الشاب محمد البوعزيزي على حرق نفسه بعد أن صادرت الشرطة عربته التي كان يستخدمها لبيع الخضار والفواكه بعد إغلاق كافة الإمكانيّات لأن يجد عمل كشاب جامعيّ تدعي حكومة بلاده الاستقرار الاقتصاديّ والتنميّة فتيلًا يعبر عن يتم شباب الوطن وصعوبة أحواله، واستطاع أن يخاطب تلك الجماهير المنتفضة في سيدي بوزيد وفي مناطق مختلفة من القطر التونسي رغم أسطورة القبضة الأمنيّة التي كان يراهن عليها نظام بن علي، كبقيّة الأنظمة في وطننا العربيّ.

أزالت الأحداث أقنعة النظام وما يدعيه من استقرار اقتصاديّ اجتماعيّ وأمني وقدرته على محاربة ” الإرهاب” ببسط إرهاب الدولة وأجهزتها الأمنيّة على المواطنين العزل المطالبين بأبسط حقوقهم الإنسانيّة والمدنيّة وسط صمت دوليّ وتعتيم إعلاميّ محليّ ومستقل يعبر عن بطش النظام ومحاولته ستر عيوبه التي كشفت بتحرك شعبيّ وعفويّ.

إن دخول الاحتجاجات الأسبوع الثالث وسط صمت وتجاهل دوليّ مفضوح لكل ممارسات السلطة وأجهزتها الأمنيّة يدل على مدى رضا الرأي العام والرسمي الغربيّ من النظام الحاكم رغم ما تعكسه الأحداث من نقيض لكل قيم الديمقراطيّة وحقوق الإنسان التي تدعيها هذه الأنظمة والشعوب الغربيّة، وليكون هذا دليلاً يعبر عن خدمة النظام لمصالح هذه الدول بدل أن يخدم مصالح مواطنيه ويحسن من أحوالهم.

نحن نؤمن أن بذور ثورة شعبيّة انطلقت وكسرت حاجز الخوف والصمت، ونرفع الصوت عالياً معلنين تضامننا الكامل مع كل المظاهرات والتحركات الشعبيّة في القطر العربي التونسي، ونضم أصواتنا احتجاجا ليس فقط على الأوضاع المعيشية المتردية وتفشي البطالة والفساد، إنما ندين الممارسات القمعية والبربريّة لأجهزة الأمن التي وصل ذروة العنف المستخدم من قبلها لاستشهاد الشاب محمد العماري وجرح المئات واعتقال العديد بشكل تعسفيّ في ظل صمت أممي رهيب.

إن المطلوب من نظام بن علي القمعي الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الذين اعتقلوا مؤخراً في قضية سيدي بوزيد ونذكر بضرورة الإفراج أيضاً عن رفاقنا قوميين عرب وغيرهم من الإتحاد العام لطلبة تونس، كما ونطالبه أيضاً بالحد من ممارسات أجهزته الأمنيّة القمعيّة، ونتوجه لكل عربيّ أن يضم صوته لأهلنا في الخضراء تونس ولنعبر عن رفضنا لكل ممارسات وسياسات الحكومات الخادمة لمصالح أسيادها من الرؤساء والمصالح الأجنبية الغريبة.

وللمنتفضين في القطر العربي التونسي ألف تحيّة وتقدير، دمتم ودامت انتفاضة شعبنا العربي التونسي من أجل التغيير والتطوير، حيّ على الثورة ….

قضيّة واحدة ، وطن عربيّ واحد

منظمة الشباب القوميّ العربيّ

إتحاد الطلبة العرب في أوروبا

لائـحـة الــقومـي الـعــربـي