لكن الكلام موجّه لك يا من تتنصل من أصلك؛ فتبدأ بشتم عروبتك وقومك (حتى وإن كنت مقاطعا لبضاعة العدو، متظاهرا أمام سفاراته يوميا، لم تبخل بمالك أو جهدك في سبيل دعم قضيتك، ولو كنت تحت تأثير الغضب وقلّة الحيلة والكمد)، كل هذا لن يشفع لك.
وبعد؛ العروبة ليست عرقيّة، هي لسان وثقافة (سمت)، واجتماع على غاية؛ قوامها المروءة والوئام، وفوق كل هذا، موقف ومصير مشترك. بهذا التعريف، “بوليفيا” – مثلا- موقفها عروبي أمام دول التطبيع الناطقة بلساننا، المنحازة بموقفها لعدوّنا، بل هي خارجة من “التعريف السياسي” للإسلام والإيمان، لأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من آمن قومه فدافع عنهم، فهؤلاء ليسوا عربا بموقفهم، ولا مسلمين إذ جعلوا ذرب لسانهم على أهلهم، ولا مؤمنين إذ أطلقوا أيديهم مع عدوّنا.
ربّما لهذا السّبب أقول دوما، أن المقا.و.مة هي العقد الاجتماعي للعرب، يقاتل فيها اليمانيّ والفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري كتفا بكتف، ليحققوا غاية الاجتماع على موقف واحد، ووحدة العرب بشكل ملموس وعمليّ، فيكونون من هذا الوجه عربا خلّصا في لسانهم وسمتهم، ومصيرهم المشترك، ومن كان لهم عونا ونصيرا دخل الإجماع السياسي هذا، إذ سالمهم ولم يؤذِهم، وآمنهم بأن دفع ضريبة موقفه معهم، ولم يبخل عليهم بمال ولا سلاح ولا جهد ولا دم حتّى، ولكم في إيران أسوة حسنة.
اترك تعليقاً