27-12-2016
في ظلّ تزايد سياسة التطبيع الرسمي العربي مع الكيان الصهيوني، وخصوصاً من قِبل دول الخليج وبعض الأنظمة الملَكية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، زارَ وفد من التجّار ورجال الأعمال اليهود الأمريكيين خلال الأسبوع الماضي ممكلة البحرين لعقد لقاءات ثنائية مع تجار ورجال أعمال بحربينيين.
جاءَ هذا اللقاء تحت غطاء اتفاقية التجارة الحرّة الموقّعة بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، ليؤمّنَ مدخلاً أو جسراً لتطبيع العلاقات التجارية مع تجار ورجال أعمال صهاينة وبالتالي مؤسسات استثمارية صهيونية. ويمثّل الوفد كبار المستثمرين ورجال الأعمال في نيويورك من مختلف القطاعات، من بينها المصارف والتأمين والاستثمار والعقار والصناعة والخدمات. ويأتي هذا اللقاء ضمن جولة تشمل دول خليجية أخرى لنفس الهدف، منها قطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان. من ناحية أخرى، وثّق هذا اللقاء لتصريحات خطيرة تكشف تحالف طبقة رجال الأعمال والمستثمرين مع الاستعمار الخارجي لتحقيق مصلحتهم الذاتية ولو كان على حساب الوطن، حيث صرّح أحد رجال الأعمال البحرينيين بأن هذه الزيارة تأتي لتعريف الوفد الزائر بمملكة التسامح والتعايش بين الأديان!! وكأن الشعب العربي تجاوز فكرة احتلال العدو الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لفلسطين، وهمّه الآن بترسيخ فكرة التسامح والتعايش بين الأديان!
أمّا تصريحات أحد أعضاء الوفد الزائر فكشفت بعض النوايا الخفية؛ فإلى جانب تبسيط فكرة التعامل مع تجار صهاينة بغطاء أمريكي، طُرحت فكرة التقارب مع المجتمع العربي والتعرّف إلى ثقافته والحوار مع الشعب في إطار يتجاوز الحكومات والإعلام الرسمي والسياسات كهدف موازي للهدف الرئيسي.
وخلال هذه الزيارة تمّ تقديم شمعدان يحمل ثمانية أماكن لثمانية شموع كهدية ذات معنىً مهم للوفد الزائر فهو عنوان ورمزية أساسية لاحتفالهم بعيد الأنوار “حانوكا”، الذي يصادف هذه الأيام. وبعد ذلك قامت فرقة موسيقية صهيونية بعزف أغاني تمّ غناؤها باللهجة العبرية، وقام رجال الأعمال البحرينيين بمشاركة نظرائهم اليهود الأمريكييين إلى جانب رجال دين يهود بالرقص على أنغام هذه الأغاني. واستقبل يهود الداخل هذا التصرف “بحماسة وانبهار” بحسب رئيس مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط، حيث أن مثل هذا الحدث يشكل تقبّلاً لهم في ظل ما أسموه “انسداد في الآفاق الدبلوماسية والتقليدية في طريق السلام”! كل هذه التصرفات تدلّ على النية التي جاء بها هذا الوفد، وهي محاولة تطبيع العلاقات مع الأفراد أيضا من التجار ورجال الأعمال كتمهيد لتطبيع العلاقات على مستويات شعبية أخرى.
وتأتي هذه الزيارات ضمن موافقة رسمية بحرينية ضمن توجّه منظومة دول الخليج التابعة لسياسات الغرب للتطبيع مع العدو الصهيوني صراحةً. وتعتبر البحرين ذات أهمية استراتيجية وجغرافية في شراكتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنها البوابة الأهمّ للسوق الخليجية وبالأخص الأسواق السعودية مما يجعلنا نفهم الموافقة الرسمية البحرينية لمثل هذا اللقاء، ومما يدفعنا أيضاً للبحث حول مزيد من التفصيل في الطرق التجارية والاستثمارات التجارية بين دول الخليج ودول الغرب.
وفي المقابل سيظلّ أبناء من أمتنا العربية متيقّظين لمثل هذه التحرّكات والزيارات والتصريحات لفضحها أينما حدثت، ولن يُفرض التطبيع على أبناء أمتنا فرضاً، وسيظل الرفض الشعبي هو الردّ الواضح اتجاه هذه السياسات. فإذا كانت الأنظمة العميلة وأصحاب رؤوس الأموال قد ارتهنوا لمصالحهم الشخصية، فإنّ مصلحة أمتنا العربية بتحرير أرضها من الاحتلال ستبقى نصْبَ أعين الأحرار من أمتنا العربية.
حملة استحِ لمقاطعة المنتجات الصهيونية
27/12/2016
للمشاركة على فيسبوك:
https://www.facebook.com/NoZion
اترك تعليقاً