د. إبراهيم علوش
21/5/2016
مرة أخرى، قامت إدارة فيسبوك بحظري، هذه المرة لمدة أسبوع، ومع تهديد بالحظر النهائي، بعد مشاركتي لبيان لائحة القومي العربي في الشهيد مصطفى بدر الدين. وقد تعرض رفاق لائحيون آخرون للحظر للسبب نفسه لمددٍ أقصر، كذلك بلغني أن إدارة فيسبوك قامت بحذف الفيديو القصير الساخر عن خطاب البي بي سي والجزيرة وأخواتهما عن حلب (بني آدم شو – أحمد آدم شغل مخك عن حلب)، وسبق حظري وحظر غيري بسبب وضع صورة السيد حسن نصرالله أو علم حزب الله… فمن الواضح أن حظر وتقييد الخطاب المؤيد للمقاومة هو سياسة معتمدة من قبل إدارة فيسبوك، تتجاوز الحالات الفردية، وهو ما يطرح القضايا التالية:
1) أن فيسبوك، بعد أن بلغ عدد المشاركين فيه عالمياً خلال الربع الأول من العام 2016 أكثر من مليار و650 مليون إنسان، بينهم عشرات ملايين المواطنين العرب على الأقل، بات يسيطر على فضاء إعلامي وتفاعلي لا يقل أهمية عن عدة قنوات فضائيات رئيسية معاً، وبالتالي فإن السياسات والقواعد التي يضعها لإدارة ذلك الفضاء تؤثر في صياغة الرأي العام وتياراته بما لا تملكه السياسات الإعلامية لعدة دول عربية مجتمعة.
2) أن فيسبوك بات ينحى باتجاه فرض سقف البترودولار على مفردات الحوار السياسي العربي، معتبراً المقاومة وخطابها من المحظورات، وهو ما سيقود بالضرورة لحظر الخطاب المناهض للصهيونية بعد حين، إذ أنه يتبع سياسة التدرج في فرض مثل هذه المحظورات، مركزاً على معالم رئيسية في هذه المرحلة، مثل حزب الله ورموزه، والآن دخل على موضوع الموقف من سورية، وقد راح يفعل ذلك، كما فعلته قناة الجزيرة من قبل، بعد اطمئنانه لاستئناس عشرات الملايين من المواطنين العرب على الأقل لـ”فضائه المفتوح”!
3) أن فيسبوك بات يجرم اتجاهات سياسية بعينها، لها عشرات ملايين المؤيديين في الشارع العربي وقواعد جماهيرية وحزبية معتبرة، أي أنه يدخل ضمن اصطفاف معين، ولا يحظر جهات طرفية على الهامش، بل يصادر حق تيار رئيسي في الأمة في التعبير، وهو ما يعبر عن انحيازه الصهيوني طبعاً، لكن الأهم هنا هو استخدام فيسبوك نفسه كاداة لتحقيق أجندة محددة وللهيمنة على الحوار العام، وشبكات التواصل الاجتماعي لا تقل أهمية عن وسائل الإعلام، وهناك من يتنبئ بأنها ستحل محلها في المستقبل.
4) أن فيسبوك يقوم بفرض قوننة تجريم المقاومة وخطابها بطريقة ديكتاتورية، من دون حوار ولا مرجعية تشريعية، ما عدا المرجعية الأدارية المستندة إلى شركة خاصة دولية عملاقة، وهو ما يتجاوز الساحة العربية ليطرح كل مشكلة الديموقراطية في عصر العولمة حيث تسيطر الشركات الكبرى على الاقتصاد والسياسة والثقافة، جزئياً من خلال سيطرتها على وسائل إنتاج الإعلام والثقافة والترفية، والآن، شبكات التواصل الاجتماعي، فبعيداً عن الديموقراطية المزعومة والفضاء الحر، ثمة تركيز أكبر للسلطات في أيدٍ خفية لا تبعد الصهيونية عنها كثيراً، برضى الجمهور واعتقاده أنه يعيش مرحلة غير مسبوقة من الحرية والانفتاح. وهذا غير حصد المعلومات والإحصائيات وتوظيفها سياسياً وأمنياً، وهو ما أشرت إليه في مادة سابقة بعنوان (فايس بوك: هل من أجندة خفية؟).
5) أن كل ما سبق يفترض بنا البحث عن طرق للمقاومة في الفضاء الافتراضي، كتتمة للمقاومة في الفضاء الحقيقي، ويبقى الطموح هو تأسيس شبكة تواصل اجتماعي من قبل المقاومة ومحورها، وشبكة تواصل اجتماعي عربية، كما أسست الصين شبكة التواصل ومحرك البحث الخاص بها، وهناك أيضاً شبكة التواصل الاجتماعي الروسيةVK… أما في الوقت الحالي، فمن الواضح أن الناشطين والكتاب المناهضين للصهيونية والإمبريالية والرجعية العربية الموجودون في فيسبوك يقبعون في منطقة محتلة خلف خطوط العدو، وقوانين العمل في مثل تلك الشروط ليست غريبة عليهم بأية حال، ولا يصعب نقلها من الفضاء الحقيقي إلى الفضاء الافتراضي.
للمشاركة على فيسبوك:
مرة أخرى، قامت إدارة فيسبوك بحظري، هذه المرة لمدة أسبوع، ومع تهديد بالحظر النهائي، بعد مشاركتي لبيان لائحة القومي العربي في الشهيد مصطفى بدر الدين. وقد تعرض رفاق لائحيون آخرون للحظر للسبب نفسه لمددٍ أقصر، كذلك بلغني أن إدارة فيسبوك قامت بحذف الفيديو القصير الساخر عن خطاب البي بي سي والجزيرة وأخواتهما عن حلب (بني آدم شو – أحمد آدم شغل مخك عن حلب)، وسبق حظري وحظر غيري بسبب وضع صورة السيد حسن نصرالله أو علم حزب الله… فمن الواضح أن حظر وتقييد الخطاب المؤيد للمقاومة هو سياسة معتمدة من قبل إدارة فيسبوك، تتجاوز الحالات الفردية، وهو ما يطرح القضايا التالية:
1) أن فيسبوك، بعد أن بلغ عدد المشاركين فيه عالمياً خلال الربع الأول من العام 2016 أكثر من مليار و650 مليون إنسان، بينهم عشرات ملايين المواطنين العرب على الأقل، بات يسيطر على فضاء إعلامي وتفاعلي لا يقل أهمية عن عدة قنوات فضائيات رئيسية معاً، وبالتالي فإن السياسات والقواعد التي يضعها لإدارة ذلك الفضاء تؤثر في صياغة الرأي العام وتياراته بما لا تملكه السياسات الإعلامية لعدة دول عربية مجتمعة.
2) أن فيسبوك بات ينحى باتجاه فرض سقف البترودولار على مفردات الحوار السياسي العربي، معتبراً المقاومة وخطابها من المحظورات، وهو ما سيقود بالضرورة لحظر الخطاب المناهض للصهيونية بعد حين، إذ أنه يتبع سياسة التدرج في فرض مثل هذه المحظورات، مركزاً على معالم رئيسية في هذه المرحلة، مثل حزب الله ورموزه، والآن دخل على موضوع الموقف من سورية، وقد راح يفعل ذلك، كما فعلته قناة الجزيرة من قبل، بعد اطمئنانه لاستئناس عشرات الملايين من المواطنين العرب على الأقل لـ”فضائه المفتوح”!
3) أن فيسبوك بات يجرم اتجاهات سياسية بعينها، لها عشرات ملايين المؤيديين في الشارع العربي وقواعد جماهيرية وحزبية معتبرة، أي أنه يدخل ضمن اصطفاف معين، ولا يحظر جهات طرفية على الهامش، بل يصادر حق تيار رئيسي في الأمة في التعبير، وهو ما يعبر عن انحيازه الصهيوني طبعاً، لكن الأهم هنا هو استخدام فيسبوك نفسه كاداة لتحقيق أجندة محددة وللهيمنة على الحوار العام، وشبكات التواصل الاجتماعي لا تقل أهمية عن وسائل الإعلام، وهناك من يتنبئ بأنها ستحل محلها في المستقبل.
4) أن فيسبوك يقوم بفرض قوننة تجريم المقاومة وخطابها بطريقة ديكتاتورية، من دون حوار ولا مرجعية تشريعية، ما عدا المرجعية الأدارية المستندة إلى شركة خاصة دولية عملاقة، وهو ما يتجاوز الساحة العربية ليطرح كل مشكلة الديموقراطية في عصر العولمة حيث تسيطر الشركات الكبرى على الاقتصاد والسياسة والثقافة، جزئياً من خلال سيطرتها على وسائل إنتاج الإعلام والثقافة والترفية، والآن، شبكات التواصل الاجتماعي، فبعيداً عن الديموقراطية المزعومة والفضاء الحر، ثمة تركيز أكبر للسلطات في أيدٍ خفية لا تبعد الصهيونية عنها كثيراً، برضى الجمهور واعتقاده أنه يعيش مرحلة غير مسبوقة من الحرية والانفتاح. وهذا غير حصد المعلومات والإحصائيات وتوظيفها سياسياً وأمنياً، وهو ما أشرت إليه في مادة سابقة بعنوان (فايس بوك: هل من أجندة خفية؟).
5) أن كل ما سبق يفترض بنا البحث عن طرق للمقاومة في الفضاء الافتراضي، كتتمة للمقاومة في الفضاء الحقيقي، ويبقى الطموح هو تأسيس شبكة تواصل اجتماعي من قبل المقاومة ومحورها، وشبكة تواصل اجتماعي عربية، كما أسست الصين شبكة التواصل ومحرك البحث الخاص بها، وهناك أيضاً شبكة التواصل الاجتماعي الروسيةVK… أما في الوقت الحالي، فمن الواضح أن الناشطين والكتاب المناهضين للصهيونية والإمبريالية والرجعية العربية الموجودون في فيسبوك يقبعون في منطقة محتلة خلف خطوط العدو، وقوانين العمل في مثل تلك الشروط ليست غريبة عليهم بأية حال، ولا يصعب نقلها من الفضاء الحقيقي إلى الفضاء الافتراضي.
للمشاركة على فيسبوك:
اترك تعليقاً