وجهة نظر في اللحظة الراهنة

الصورة الرمزية لـ ramahu






د.إبراهيم علوش


كما يتكهن البعض بأن الإمبريالية نشرت الأوبئة القاتلة مثل الإيدز والإيبولا في أفريقيا من أجل احتواء التزايد السكاني فيها والسيطرة على مواردها، كذلك انتشرت داعش وأخواتها وعماتها وخالاتها بمعية الإمبريالية في بلادنا لتفكيكها وتدميرها. لكن الفيروس إذا تعدى حدوده فلا بد من احتوائه. ولذلك نلاحظ أن أوباما لوح بالتدخل العسكري في شمال العراق فقط بعدما اقتربت داعش من مناطق الاكراد، وسارعت فرنسا لإعلان الدعم، وبقيت بريطانيا رافضة للتدخل ضد داعش كما أعلنت حكومتها مؤخراً (لماذا؟!!). فاللحظة التي أجاز فيها أوباما توجيه ضربات عسكرية لداعش تكشف جزءاً من فوائدها للإمبريالية في مشروع تدمير العراق وسورية. ولسنا معنيين بالانجرار خلف داعش أو أوباما هنا. وكلاهما مدان.


على صعيد متصل، إذا صح أن مليشيات طائفية مرتبطة بحكومة المالكي قامت بحرق ضريح الشهيد صدام حسين في العوجة، الذي سبق نقل جثمانه خوفاً من استهدافه من قبل داعش، فإن ذلك يكون عملاً مداناً وجباناً، فضلاً عن كونه عملاً غبياً من المنظور السياسي لأنه لا يساعد على الاطلاق في توحيد كل الطاقات العراقية والعربية ضد داعش. فحمى الله العراق وسورية وكل وطننا العربي ممن يثير الفتنة ويذكيها.


وعلى صعيد متصل، إذا لم تتعامل مصر والجزائر مع ما يجري في ليبيا من تدمير للذات والنسيج الوطني والاجتماعي الليبي باعتباره شأناً يمس أمنهما الوطني، فضلاً عن كونه يمس الأمن القومي العربي، فإن الحريق سيمتد إليهما بقوة. والأسلم محاربته قبل وصوله لعقر الدار.


كذلك تمثل غزة بالنسبة لمصر مسالة أمن وطني مصري وقومي عربي، ولا يكفي أن تمرر مساعدات لغزة عبر معبر رفح، وأن يتم استقبال بعض الجرحى لعلاجهم، لأن تجدد العدوان والمقاومة يتطلبان موقفاً أقوى في مواجهة العدو الصهيوني كمستفيد أول من انتشار الإرهاب الظلامي في سيناء وكل الوطن العربي.



للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=931567566860479&id=100000217333066

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..