مقاومو مخيم جنين يرسمون بدمائهم جمالية الوحدة الميدانية المقاتلة

الصورة الرمزية لـ ramahu




د.إبراهيم علوش


ليست البطولة أمراً جديداً على مخيم جنين، أما جديد البطولة التي اجترحها مقاومو المخيم عندما داهمته قوة صهيونية هذه المرة فهي تجسيد المعنى الحقيقي للوحدة الوطنية كفاحياً وميدانياً. فقد اظهر امتزاج دماء شهداء الفصائل المختلفة: الأبطال حمزة أبو الهيجا ومحمد أبو زينة ويزن جبارين، أن وحدة السلاح المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني، الوحدة الميدانية المقاتلة، هي وحدها الوحدة الحقيقية، لا “الوحدة” التي تكرس خط التسوية والاستسلام في الساحة الفلسطينية أو “وحدة التفاوض”، ولا “الوحدة” التي تقوم على محاصصة امتيازات سلطة بلا معنى في ظل احتلال، ولا “الوحدة” التي تتباكى على صراع الديوك بين انهزاميين مستسلمين من جهة مع عملاء الموساد من جهة أخرى، بين عباس والدحلان مثلاً، ولا “الوحدة” بين من استلموا السلطة في ظل احتلال عبر أوسلو منذ التسعينيات، ومن طمحوا لاستلامها بالتنسيق مع الأمريكان عبر الإقليم في ما يسمى “الربيع العربي”، كما بين فتح وحماس مثلاً، ولا “الوحدة” مع “اليهود التقدميين” والمروجين لما يسمى “النضال المدني السلمي” كبديل لسمو العنف المسلح في مواجهة الاحتلال.



إن كل المقاومين الحقيقيين تجري في عروقهم زمرة دم واحدة… وكل المستسلمين والتسوويين تجري في عروقهم زمرة دم واحدة أخرى مختلفة تماماً.



وصراع التسوويين، من كل الألوان، لا ناقة لنا فيه ولا جمل… أما الصراع ضد العدو الصهيوني بكل أشكاله، وعلى رأسه الدموي المسلح، فهو الجدار الأخير الذي تستند إليه القضية الفلسطينية ليحميها من أن تباع في أسواق النخاسة السياسية، وهو وحده الذي يحمي الوحدة الوطنية الحقيقية.



فالمجد والخلود لكوكبة شهداء مخيم جنين الجدد، ولتحيا وحدة حملة البنادق.




للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=843857288964841&set=a.306925965991312.96654.100000217333066&type=1&stream_ref=10

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..