نور شبيطة
بقدر ما يجب علينا التروي في قبول نتائج المركزية المعرفية الغربية، بقدر ما يجب أن نستفيد من أدوات تلك المعرفة التي أفرزت تلك النتائج، والفرق بين الأداة والمنتَج، يمكن فهمه من خلال عدة أمثلة؛ فبقدر ما يؤذي غرورنا أننا نستورد منتجات التقنية من سيارة وجوال وحاسوب إلخ… بقدر ما نحتفي بإنجاز عربي في صناعة مستقلة لأحد هذه المنتجات، والمثال السابق هو الفرق بين استهلاك التقنية و إنتاجها. وبقدر ما نضيق بدوغمائية من يلتزم بنتائج التحليل الماركسي، في نظرته المتصلبة لواقعنا الذي يختلف عن الواقع الذي خرج ماركس فيه بنتائجه، بقدر ما نحن بحاجة لأداة التحليل الماركسية لتخرج لنا منتجاً جديداً حين نعالج بها واقعنا، وهذا المثال يتجلى فيه الفرق بين صدى الكلام وبين فهمه. وبقدر ما نحن بحاجة للتخلص من محاولة اجترار نموذج انتهت مدة صلاحيته، وتبعّجت رؤوس المعلبات التي تحتويه، فأصدرت كل هذا النتن التكفيري والدماء والقتل، بقدر ما نحن بحاجة لمكارم الأخلاق العربية التي تتجلى في التعاليم الخلقية للديانات، وهنا يتجلى الفرق بين دين الآباء ودين العقل.
للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=723761380969376&id=419327771412740
اترك تعليقاً