خاص لائحة القومي العربي | 9 تشرين الثاني 2013
احتشد المعتصمون بدعوة من لائحة القومي العربي، أمام السفارة الفرنسية في عمّان، مطالبين بالإفراج عن المناضل جورج إبراهيم عبدالله الذي بدأ قبل أسبوعين عامه الثلاثين في السجون الفرنسية، بعد أن أكمل محكوميته الظالمة، وأصدر القضاء الفرنسي قرارا بالإفراج عنه منذ كانون الثاني من هذه السنة، ثم عادت محكمة التمييز ونقضت هذا القرار تحت ضغوط صهيو-أمريكية.
ونددت الهتافات التي أطلقها شباب لائحة القومي العربي ورفاقهم، بماضي فرنسا الأسود، وحاضرها التابع للولايات المتحدة الأمريكية المتصهينة، مذكرين فرنسا بحملاتها العدوانية على الأرض العربية، منذ الحملات الفرنجية وحتى قصف ليبيا، وتبني برنامج الصهيوني الفرنسي هنري برنار ليفي ضد الدول العربية، مرورا بحملة نابليون وتصدي المقاومة العربية لها على أسوار عكا، ومعركة جبل النار، وبالثورة السورية المجيدة المنطلقة من جبل العرب، واحتلالها الغاشم المريض لأرض الجزائر العربية، قائلين لها بكل وضوح، هذه أيام لن تعود، رافعين صور المناضل المعتقل جورج إبراهيم عبدالله، مع شعارات مثل:
دم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نورٌ وحقّ
نابليون مات وخالدة عكا
اسألوا جورج عبدالله عن مبادئ الثورة الفرنسية
جورج عبدالله سيبقى حرا … تحرروا أنتم من أمريكا
العطر لا يذهب نجاسة الإستعمار
وورد في دعوة لائحة القومي العربي للاعتصام أن جورج إبراهيم عبدالله عنوانٌ لمرحلة أخرى… فهو مناضل لبناني التزم بالقضية الفلسطينية وضحى من أجلها، اتهم في فرنسا بقتل ضابطي مخابرات أحدهما أمريكي والأخر “إسرائيلي”، وهي “تهمة” لم تثبت عليه باي شكل، لكن عندما طلب منه أن يستنكرها رفض ذلك بحزم فتم تثبيتها عليه لمجرد رفضه استنكارها، وهي فضيحة للقضاء الفرنسي وما يسمى “العدالة الدولية”. وجرمه الوحيد في الواقع أنه اعتقل بجواز سفر جزائري غير مزور! وكانت الجزائر قد طالبت بالإفراج عنه…
جورج إبراهيم عبدالله… قبل اختراق وعي الشارع العربي، عندما كان مفهومنا للصراع لا يزال وطنيا وقوميا… قبل توقيع المعاهدات وقبل مفاوضات “السلام”، عندما كانت الولايات المتحدة لا تزال تُعتبر عدواً أول للشعوب، وعندما كانت “إسرائيل” لا تزال عدواً أول للعرب… قبل الريح الصفراء وانشطار المواطن إلى طوائف، عندما كنا نحلم بلا قيد، قبل أن يُعهّر مفهوم الثورة، عندما كان لكل مناضلٍ اسمٌ حركي، فلا نعرف مَن مِن المناضلين حولنا مسيحي أو مسلم أو سني أو شيعي أو درزي إلا عندما يستشهد… قبل الردة عن العروبة إلى القطرية، ثم عن القطرية إلى تفتيت الاقطار (أو إلى “فك الارتباط” مثلاً، من اليمن إلى الأردن)، عندما كان اللبنانيون والأردنيون وبقية العرب يتطوعون أفواجاً للقتال في صفوف المقاومة الفلسطينية، قبل… وعندما… كانت تلك مرحلة أكثر ضياءً، وكنت يومها تتأجج وكان يتأجج بركان الثورة الحقيقية. وإذ كنت كما كنتَ، فقد عجز الكبريت أن يحرقك كما حرق غيرك، فبقيت أنتَ أنت.. ولم تبدل تبديلا، وقاتلت دفاعاً عن شرف الأمة، ثم صمدت تسعة وعشرين عاماً في السجن فبقيت وفيا على العهد. وأطلقت مقولتك الشهيرة من السجن:
” إن ثبات الثوار الأسرى على مواقفهم النضالية هو الشرط الوجودي لكل آليات التضامن الثوري معهم “.
للمشاركة على الفيسبوك:
للمشاركة على الفيسبوك:
اترك تعليقاً