لا أهلاً ولا سهلاً بأوباما في الأردن وفلسطين المحتلة
ندعو لإعادة تفعيل مقاطعة المنتجات والمشاريع والسياسات الأمريكية في الوطن العربي
العراق… ليبيا… اليمن… السودان… سورية… لبنان… الأردن… فلسطين… وأكثر، إذا عدنا للخلف قليلاً… إذ نرى كيفما قلبنا ناظرينا في برك الدم المسفوك عبر وطننا العربي الكبير، وبرك دماء شعوب العالم الثالث من أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا منذ بدايات القرن العشرين، أننا نعود دوماً لا محالة لدور حكومة الولايات المتحدة المباشر وغير المباشر في تحريك الفتن والحروب الأهلية ومشاريع التفكيك وشن الحروب العدوانية وفرض منظومة إمبريالية لاستعباد الشعوب، وهو الدور الذي يمثل امتداداً تاريخياً لدور الاستعمار الغربي في بلادنا وعبر الكرة الأرضية بأسرها.
وقد كان للدم العربي حصةٌ أكبر بكثير من نسبة العرب بين سكان الأرض في الإجرام الأمريكي خلال السنوات العشر الأخيرة بالذات، ابتداءً من غزو العراق وتدميره واحتلاله في العام 2003، وانتهاء بالدعم الأمريكي المباشر للإرهاب المعمم ضد الدولة السورية ومؤسساتها منذ عامين، مروراً بدعم العدوان الصهيوني المباشر على لبنان في العام 2006، وعلى غزة 2008/2009، وفي العام 2012، ودعم عدوان الناتو على ليبيا في العام 2011، وتقسيم السودان وتجريده من ثرواته النفطية في خضم ما يسمى “الربيع العربي”، وقصف المدنيين بطائرات بدون طيار في اليمن بذريعة “محاربة الإرهاب”، هذا الإرهاب الذي تشكل حكومة الولايات المتحدة وحلفاؤها المصدِّر الرئيسي له عربياً وعالمياً.
ولا ننسى أبداً بالطبع دور حكومة الولايات المتحدة في دعم الكيان الصهيوني مالياً وعسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً وأمنياً وإعلامياً على مدى عقود. ولكن لا ننسى اليوم عبثها بالأمن الوطني للبلدان العربية بذريعة ممارسة “الدبلوماسية العامة لنشر الديموقراطية وحقوق الإنسان” منذ العام 2001، ولا ننسى تحكمها بثروات النفط والغاز العربي وعائداته المالية وطريقة توظيفه سياسياً وإعلامياً لخدمة مشاريعها السياسية في الوطن العربي كما نرى في سورية وغير سورية اليوم.
ولا ننسى أنها المسؤول المباشر عن العديد من أزمات الأردن، لمن يريد أن يقنعنا أن الولايات المتحدة صديقٌ للأردنيين! فالولايات المتحدة هي المسؤول المباشر عن أزمة المحروقات والموازنة، بجزئها المتعلق بغلاء استيراد المحروقات، عندما احتلت العراق الذي كان يزود الأردن بالنفط بأسعار تفضيلية أو مجاناً، والأردنيون لم يكونوا يشعرون ببرد الشتاء القارس أيام النظام الوطني في العراق. والولايات المتحدة هي المسؤول المباشر عن إغراق الأردن بمئات آلاف اللاجئين السوريين، مما يشكل عبئاً حقيقياً على الأردن الفقير بالمياه والطاقة وغير القادر على توفير البنية التحتية بشكل لائق لمواطنيه أصلاً حتى قبل قيام حكومة الولايات المتحدة وحلفائها بالسعي لتدمير سورية. والولايات المتحدة والمؤسسات الدولية التي تحركها هي راعية سياسات الخصخصة وتسليم موارد الأردن المحدودة للشركات الأجنبية بذريعة الخصخصة، مما زاد من إفقار الأردنيين من كافة الأصول والمنابت. والولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون هم في النهاية رعاة “حل القضية الفلسطينية” على حساب الأردن حيث تنشط السفارات الغربية في الأردن بشكل حثيث بهذا الاتجاه منذ سنوات طويلة كما كشفت وثائق من تسريبات إعلامية معروفة.
والولايات المتحدة هي التي تغطي فعلياً اليوم سياسات التهجير ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والتضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وهو ما يشكل خطراً وجودياً على الأردن وفلسطين. والولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون هم الذين يمولون ويدعمون بنية سياسية واجتماعية كاملة في الضفة الغربية، من خلال منظمات التمويل الأجنبي وغيرها، لتخفيض كلفة الاحتلال على الاحتلال، وإدارة الرأي العام الفلسطيني ضد نهج المقاومة. والولايات المتحدة هي التي تحمي الكيان الصهيوني في المحافل الدولية، والأهم، أنها من يزوده دوماً بأحدث ما في الترسانة العسكرية الأمريكية من تكنولوجيا، وهي التي تفرض على دعاة التسوية والاستسلام العرب، الفلسطينيين منهم بخاصة، الرضوخ لشروط الكيان الصهيوني منخفضة السقف.
وعلى عكس ما يشيعه البعض، فإن مشكلة أمتنا العربية مع الولايات المتحدة لا تتعلق بتأسيس “دويلة فلسطينية” بحدود العام 67، ولا بوقف الاستيطان، كشرط مسبق لمباشرة المحادثات الخيانية مع العدو الصهيوني، هذا الشرط السخيف الذي قزم حتى مطلب “دويلة ال67” إلى حدود التفاهة.
إن مشكلتنا مع الولايات المتحدة إدارةً وسياسةً وموقفاً تتلخص بأنها الراعية الأولى للنظام الإمبريالي العالمي، ولذلك فإنها العدو الأول لشعوب الأرض قاطبةً، وللشعب العربي بخاصة، وأنها تسعى اليوم لإعادة تشكيل المنطقة سياسياً وثقافياً كحزام لمواجهة القوى الدولية والإقليمية الصاعدة في مواجهة مشروع “الأحادية القطبية”. إن مشكلتنا مع حكومة الولايات المتحدة هي أنها تنهب ثروات شعوب الأرض بعامة، والثروات العربية بخاصة، وأنها لا تتورع عن دعم وتمويل وتنظيم عمليات التفكيك وزعزعة الاستقرار في بلادنا، وأنها تدعم الاحتلال الصهيوني بكل ما أوتيت من عزم. إن مشكلتنا معها أنها تسعى لفرض هيمنتها علينا فوق بحور من الدماء، وأنها تحارب أي مشروع وحدوي نهضوي تحرري عربي منذ الخمسينيات.
وعليه، فإننا يجب أن نعيد التأكيد على ثابت العداء المبدئي للإدارة الأمريكية بخاصة، وللإمبريالية بعامة، هذا الثابت الذي يبدو أن ما يسمى “الربيع العربي” قد همشه.
وبمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة، فإننا نذكر بأحد ثوابت لائحة القومي العربي، هذه الثوابت التي تم إقرارها في تصويتٍ عام، ومنها: رفض التعامل مع أعداء الأمة ومشاريعهم السياسية وغير السياسية.
وعليه، فإننا نطالب القوى والشخصيات الحية في أمتنا كافةً بإعادة التأكيد على اعتبار حكومة الولايات المتحدة عدواً أول، وعلى مقاطعة منتجاتها ما استطعنا للمقاطعة بديلاً، وعلى رفض التعاطي مع ممثليها، واتخاذ موقف مبدئي من سياساتها ومشاريعها في بلادنا وفي كل الكون.
عاشت الأمة العربية حرة متحدة!
عاشت فلسطين حرة عربية!
لائحة القومي العربي
20/3/2013
للمشاركة على الفيسبوك:
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=591352384210277&set=a.419967428015441.105198.419327771412740&type=1
اترك تعليقاً