لائحة القومي العربي في نعي المناضل البوليفاري والزعيم المناهض للإمبريالية هوغو تشافيز:
وداعاً أيها الناصري… وإن كنت قد مت، فإن الحلم البوليفاري الوحدوي الذي رفعت رايته لن يموت
تنعى لائحة القومي العربي المناضل هوغو تشافيز قائد الثورة البوليفارية في فنزويلا الذي وضع بلاده على طريق التحرر من التبعية للإمبريالية الأمريكية، وعلى مسار التنمية المستقلة، بالتوازي مع إعادة تفعيل مشروع سيمون بوليفار القومي الوحدوي في أمريكا اللاتينية، حيث أدرك منذ البداية أن لا تنمية حقيقية ولا تحرر من التبعية في قطر أمريكي لاتيني واحد.
وقد عُرف عن تشافيز التزامه بتحقيق برنامج “اشتراكية القرن الواحد والعشرين” القائم على تحرير الطبقات الشعبية من العوز والفقر والأمية والمرض وإشراكها في الحكم إشراكاً مباشراً، وهو النموذج الذي سعى لتعميمه في أمريكا اللاتينية. وقد وظف تشافيز ثروات بلاده النفطية وغير النفطية في مشروع التحرر من التبعية ومشروع التنمية المستقلة على صعيد نصف القارة الجنوبي برمتها مما أسهم بفك ضائقة كوبا وحصارها بعد انهيار المنظومة الاشتراكية عام 1991.
كما عُرف عن الفقيد التزامه بالقضايا العربية عامةً، وبالقضية الفلسطينية خاصة، وقد قطعت فنزويلا علاقاتها الدبلوماسية مع العدو الصهيوني عقب العدوان على غزة عام 2009، وهو لم تفعله الدول العربية المطبعة، كما كان تشافيز رئيس الدولة الوحيد الذي زار العراق في صيف عام 2000، بعد حرب الخليج الأولى عام 1991، ليسهم بفك الحصار عن العراق، وقد وقف مع جنوب لبنان بقوة ووضوح عام 2006، كما يُسجل لتشافيز بالضرورة وقوفه الشجاع ضد العدوان الناتوي على ليبيا عام 2011، وأخيراً وليس أخراً، يُسجل له أيضاً وقوفه لأخر نفس مع سورية في وجه المؤامرة التي تتعرض لها منذ عامين، وكان من القلائل الذين تصدوا للسياسات الصهيونية والإمبريالية الأمريكية في كل مكان، ومن الذين عرفوا بالمواقف الثابتة والهمة العالية والرؤى التاريخية، ومن الذين أدركوا ببصيرة ثاقبة حقيقة ما يسمى “الربيع العربي”.
وقد كان تشافيز من الزعماء الذين امتلكوا احساساً بالتاريخ ومعاناة الناس العاديين في آنٍ معاً. وهو في هذا صنو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كرر تشافيز أكثر من مرة أنه من اتباعه، كما قال مرة في مقابلة مع قناة الجزيرة في ذكرى عيد ميلاده عام 2006:
“حدثني أحدهم عن تشاؤمه من مستقبل القومية العربية. فأجبته بأنني متفائل، لأن أفكار ناصر لم تزل حية. وأقول ناصر لكي أسمّيَ على الأقل واحداً من عظماء التاريخ العربي. أنا ناصري، مذ كنت عسكرياً شاباً. “
ونحن بدورنا نقول أن تشافيز يبقى حياً لأن الرسالة التي عمل ونذر حياته من أجلها، رسالة التحرر الوطني والاجتماعي، ورسالة الوحدة القومية، تبقى حية لأنها ضرورة موضوعية لتطور شعوب العالم الثالث. إن نضال تشافيز البطولي من أجل تحقيق هذه الرسالة جعل منه رمزاً وطنياً فنزويلياً، ووحدوياً أمريكياً لاتينياً، وعالمياً. وهي نفسها الفكرة الثورية التي ستبقيه حياً في الذاكرة الحية للشعوب على مدى القرون. وإننا بدورنا كعرب لن ننسى تشافيز أبداً، لأنه أصبح من رموزنا العروبية، ورموز مناهضة الإمبريالية عندنا وعند غيرنا من الشعوب. إن لأمثال تشافيز حياةً بعد موتهم لأنهم واجهوا الإمبريالية الأمريكية وهزموها فيما اعتبرته “حديقتها الخلفية”، لينطلق بعد ذلك لمواجهتها ومواجهة العدو الصهيوني على مدى الكرة الأرضية. إن تشافيز لن يموت، لأنه ليس جسداً وروحاً فحسب، بل رمزاً من رموز التحرر والانعتاق، وعنواناً للمشروع الثوري العالمي الذي نهض كالعنقاء بعدما اعتقدت الإمبريالية الأمريكية أنها دفنته في “نهاية التاريخ” وعصر “القطب الواحد” إلى الأبد.
إذا كان تشافيز قد مات، فإن الإلهام الثوري الذي اطلقه بات أكثر حيويةً
وعنفواناً من أي وقت خلال العقود الثلاثة المنصرمة.
عاشت الثورة البوليفارية!
ورحم الله القائد الثوري المقاتل هوغو تشافيز.
لائحة القومي العربي
6/3/2013
لائحة القومي العربي في نعي المناضل البوليفاري والزعيم المناهض للإمبريالية هوغو تشافيز:
وداعاً أيها الناصري… وإن كنت قد مت، فإن الحلم البوليفاري الوحدوي الذي رفعت رايته لن يموت
تنعى لائحة القومي العربي المناضل هوغو تشافيز قائد الثورة البوليفارية في فنزويلا الذي وضع بلاده على طريق التحرر من التبعية للإمبريالية الأمريكية، وعلى مسار التنمية المستقلة، بالتوازي مع إعادة تفعيل مشروع سيمون بوليفار القومي الوحدوي في أمريكا اللاتينية، حيث أدرك منذ البداية أن لا تنمية حقيقية ولا تحرر من التبعية في قطر أمريكي لاتيني واحد.
وقد عُرف عن تشافيز التزامه بتحقيق برنامج “اشتراكية القرن الواحد والعشرين” القائم على تحرير الطبقات الشعبية من العوز والفقر والأمية والمرض وإشراكها في الحكم إشراكاً مباشراً، وهو النموذج الذي سعى لتعميمه في أمريكا اللاتينية. وقد وظف تشافيز ثروات بلاده النفطية وغير النفطية في مشروع التحرر من التبعية ومشروع التنمية المستقلة على صعيد نصف القارة الجنوبي برمتها مما أسهم بفك ضائقة كوبا وحصارها بعد انهيار المنظومة الاشتراكية عام 1991.
كما عُرف عن الفقيد التزامه بالقضايا العربية عامةً، وبالقضية الفلسطينية خاصة، وقد قطعت فنزويلا علاقاتها الدبلوماسية مع العدو الصهيوني عقب العدوان على غزة عام 2009، وهو لم تفعله الدول العربية المطبعة، كما كان تشافيز رئيس الدولة الوحيد الذي زار العراق في صيف عام 2000، بعد حرب الخليج الأولى عام 1991، ليسهم بفك الحصار عن العراق، وقد وقف مع جنوب لبنان بقوة ووضوح عام 2006، كما يُسجل لتشافيز بالضرورة وقوفه الشجاع ضد العدوان الناتوي على ليبيا عام 2011، وأخيراً وليس أخراً، يُسجل له أيضاً وقوفه لأخر نفس مع سورية في وجه المؤامرة التي تتعرض لها منذ عامين، وكان من القلائل الذين تصدوا للسياسات الصهيونية والإمبريالية الأمريكية في كل مكان، ومن الذين عرفوا بالمواقف الثابتة والهمة العالية والرؤى التاريخية، ومن الذين أدركوا ببصيرة ثاقبة حقيقة ما يسمى “الربيع العربي”.
وقد كان تشافيز من الزعماء الذين امتلكوا احساساً بالتاريخ ومعاناة الناس العاديين في آنٍ معاً. وهو في هذا صنو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كرر تشافيز أكثر من مرة أنه من اتباعه، كما قال مرة في مقابلة مع قناة الجزيرة في ذكرى عيد ميلاده عام 2006:
“حدثني أحدهم عن تشاؤمه من مستقبل القومية العربية. فأجبته بأنني متفائل، لأن أفكار ناصر لم تزل حية. وأقول ناصر لكي أسمّيَ على الأقل واحداً من عظماء التاريخ العربي. أنا ناصري، مذ كنت عسكرياً شاباً. “
ونحن بدورنا نقول أن تشافيز يبقى حياً لأن الرسالة التي عمل ونذر حياته من أجلها، رسالة التحرر الوطني والاجتماعي، ورسالة الوحدة القومية، تبقى حية لأنها ضرورة موضوعية لتطور شعوب العالم الثالث. إن نضال تشافيز البطولي من أجل تحقيق هذه الرسالة جعل منه رمزاً وطنياً فنزويلياً، ووحدوياً أمريكياً لاتينياً، وعالمياً. وهي نفسها الفكرة الثورية التي ستبقيه حياً في الذاكرة الحية للشعوب على مدى القرون. وإننا بدورنا كعرب لن ننسى تشافيز أبداً، لأنه أصبح من رموزنا العروبية، ورموز مناهضة الإمبريالية عندنا وعند غيرنا من الشعوب. إن لأمثال تشافيز حياةً بعد موتهم لأنهم واجهوا الإمبريالية الأمريكية وهزموها فيما اعتبرته “حديقتها الخلفية”، لينطلق بعد ذلك لمواجهتها ومواجهة العدو الصهيوني على مدى الكرة الأرضية. إن تشافيز لن يموت، لأنه ليس جسداً وروحاً فحسب، بل رمزاً من رموز التحرر والانعتاق، وعنواناً للمشروع الثوري العالمي الذي نهض كالعنقاء بعدما اعتقدت الإمبريالية الأمريكية أنها دفنته في “نهاية التاريخ” وعصر “القطب الواحد” إلى الأبد.
إذا كان تشافيز قد مات، فإن الإلهام الثوري الذي اطلقه بات أكثر حيويةً
وعنفواناً من أي وقت خلال العقود الثلاثة المنصرمة.
عاشت الثورة البوليفارية!
ورحم الله القائد الثوري المقاتل هوغو تشافيز.
لائحة القومي العربي
6/3/2013
اترك تعليقاً