القيادي الإخواني د. العريان يفتح أبواب التطبيع على مصراعيها

الصورة الرمزية لـ ramahu


كرر القيادي الإخواني د. عصام العريان دعوته اليهود المصريين للقدوم إلى مصر والعيش فيها البارحة على قناة “أون تي في”، وكان قبل ذلك قد دعاهم للعودة لمصر و”استعادة أملاكهم” فيها في تصريحات أثارت كثيراً من الاستهجان في ضوء كمية الذهب الكبيرة التي أخرجها اليهود من مصر معهم، والنهب الصهيوني المنهجي لثروات صحراء سيناء خلال فترة احتلالها…

وقد قرن العريان تلك الدعوة بالتهجم على القائد القومي الكبير جمال عبد الناصر الذي زعم العريان أنه طرد اليهود المصريين! ثم “صحح” ذلك بالقول أنه لم يطردهم بل “خوفهم” فتركوا مصر… ويشار أن د. العريان عضو في “المؤتمر القومي العربي” في بيروت، و”المؤتمر القومي الإسلامي” اللذين يفترض بهما أن يصدرا فيه قراراً بالفصل بعد مثل هذه التصريحات المعيبة.

ومع أن إدارة مرسي تتظاهر أنها غير معنية بتصريحات العريان، فإن الواقع هو أن د. العريان، فضلاً عن المواقع التنظيمية المتقدمة التي يشغلها في جماعة الإخوان المسلمين، فإنه مستشارٌ للرئيس مرسي، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وأحد صلات الوصل الأساسية بين الجماعة والإدارة الأمريكية، وكان قد أطلق تصريحاته المرحبة باليهود بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة مؤخراً.

وقد حاول العريان أن يقدم تصريحاته كأنها “خطة إستراتيجية لتقويض الكيان الصهيوني”، لكن الحقيقة هي أن دعوة اليهود “الإسرائيليين” للقدوم لمصر والإقامة فيها، قبل تحرير فلسطين، وهنا بيت القصيد وكل المشكلة، ودعوتهم لاستعادة أملاك يطالبون أصلاً بتعويضات عنها في كل الدول العربية، هو فتح لأبواب التطبيع على مصراعيها مع الكيان الصهيوني وتكريس لمعاهدة كامب ديفيد، سواء من حيث الاعتراف ب”حق” الصهاينة الذين يحملون الجنسية “الإسرائيلية” وذريتهم بالعيش في مصر، وهو ما تضمنه الدستور المصري الإخواني-السلفي الجديد في فقرة خاصة، أو من حيث التجاوب مع مطلب صهيوني بالتعويض عن “أملاك الغائبين”، لم يجرؤ حسني مبارك أن يتجاوب معه.

ولا يمكن أن نفهم مثل هذا الموقف خارج سياق: 1) توطد العلاقة بين الإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين في مصر والإقليم، 2) التأكيد على حسن النية تجاه اليهود “الإسرائيليين” الذي بدا واضحاً بالسمسرة بوقف إطلاق نار في غزة، 3) الحرب على سورية، 4) مشروع “الشرق أوسطية” الذي يفكك المنطقة طائفيا واثنيا وجهويا، ويجعل “إسرائيل” محورها.

العريان لا ينطق عن هوى، وإلا لاتخذت جماعته إجراءات بحقه، وما كان ما قاله إلا بالون اختبار وتمهيد للتطبيع العلني من قبل جماعة “الإخوان المسلمين”، على غرار ما قام به راشد الغنوشي في زيارته للوبي الصهيوني في واشنطن عندما قال أنه غير معني بالصراع العربي-الصهيوني… وأول الرقص حنجلة.


للمشاركة على الفيسبوك:

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..