ارتفاع وتيرة النشاطات التطبيعية مع اسرائيل بالمغرب منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الاسلامية

الصورة الرمزية لـ ramahu

محمود معروف

2012-06-27

الرباط ـ ‘القدس العربي’: حذرت جمعيات مغربية مناهضة للتطبيع مع الدولة العبرية من ارتفاع وتيرة النشاطات التطبيعية بالمغرب في عدد من الميادين منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الاسلامية تدبير الشأن العام والتي كان اخرها تنظيم مهرجان سينمائي في مدينة طنجة منتصف تموز (يوليو) القادم لتكريم مخرج صهيوني وعرض افلامه.ووصفت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين المهرجان بـ’مبادرة تطبيعية جديدة تتجاوز المبادرات المماثلة التي هربت فيها أشرطة سنيمائية صهيونية أو متصهينة لتعرض بالمغرب، وتجاوز الأمر إلى التجريء على ‘تكريم’ الإرهاب الصهيوني إضافة إلى عرض الأشرطة .

وافتتحت الخزانة السينمائية بطنجة نشاطها بالشريط الصهيوني ‘شرقية’، وقررت عرضه من جديد يوم 15 تموز (يوليو) القادم لمخرجه الإسرائيلي عامي ليفين، والذي تعتزم الخزانة تكريمه بعد أن سبق طرده من كل من مصر وتونس كما قررت الخزانة ‘تكريم’ الشريط المتصهين ‘تنغير- جيروزاليم’ للمخرج هشكار الذي يعتز بارتباطاته الصهيونية، والذي شارك بنفس الشريط في مهرجان السينما الإسرائيلية بباريس في اذار (مارس) 2012، من طرف مؤسسة بنزكري لحقوق الإنسان، التي تم توظيفها بذلك ضمن جوقة الداعمين للتطبيع ولخدمة المشروع الصهيوني بالمغرب، حسب الجمعيتين.

وادانت الجمعيتان في بلاغ ارسل لـ’القدس العربي’ هذه المبادرات، وغيرها من المحاولات المحمومة والمتكررة تشكل تحديا صهيونيا جديدا وخطوة غير مسبوقة من طرف خدام المشروع الصهيوني بالمغرب والمستفزة لمشاعر الشعب المغربي ‘الذي اعتبر في مختلف المناسبات بأن التطبيع خيانة’، وطالبتا ‘المسؤولين المغاربة بإيقاف هذا العبث وبطرد الصهاينة من المغرب، ومنع عرض الأشرطة الصهيونية أو المتصهينة، وخاصة وزارة الاتصال ووزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي’.

وقال محمد الاندلسي بن جلون رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ان منظمي المهرجان بـ’المتجرّدين’ من القيم والهوية والانحياز التام ضد مواطَنتهم لصالح الصهيونية’، واوضح أن الفن في حد ذاته رسالة تدعو إلى السلم العالمي والعدل والحرية، أما ‘هؤلاء المُكرَّمون من الصهاينة فيُمثلون عكس ذلك.. إنهم يمثلون الظلم والاستبداد والاستيطان، فكيف يتم الاحتفاء بهم فنيّاً وهم أبعد من قيم الفن ورسالته’.
ولاحظ خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق ارتفاع وتيرة النشاطات التطبيعية خلال الشهور الماضية ووصفها ب’الهجمة التطبيعية’ وتعتقد اوساط مختلفة انها هجمة من مناهضين لحكومة عبد الاله بن كيران وتهدف لاحراجها بوضعها امام الاختيار بين الصمت/ التطبيع وهو ما يناهض مواقف الحزب وسياساته او المنع وبالتالي نعتهم بانهم مناهضين للحرية والفنون والثقافة والانفتاح.

وقال السفياني ل’القدس العربي’ انت الجمعيتان قررتا توجيه رسائل الى رئيس الحكومة وكل من وزير الثقافة ووزير اتصال ومدير المركز السينمائي المغربي للتحذير من الانعكاسات الخطيرة لمهرجان طنجة وغيره من الانشطة التطبيعية التي اخذ شكلا ثقافيا. 

وكشف السفياني عن توجه الجمعيتان وهيئات حقوقية وثقافية وحزبية لاصدار قانون يجرم التطبيع مع الصهيونية ومع الصهاينة وهو القانون الذي اصبح حاجة ملحة ومستعجلة بعد ‘تهافت المطبعين وإصرارهم على زرع السرطان الصهيوني في أوصال المغرب والمغاربة’
ووجهت الجمعيتان نداء إلى الشعب المغربي وجمعيات المجتمع المدني من أجل التصدي لكل مشاريع التطبيع، رسمية كانت أم غير رسمية، وحيّتا الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية التي بادرت إلى تأسيس ‘رابطة ايمازيغن من أجل فلسطين’، وقبلها تأسيس ‘الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني’

 

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..