الجزء التاسع: مفاهيم أساسية في القومية والقومية العربية، والعلاقة العربية-التركية في ظل العثمانيين/ عصمت سيف الدولة
والإجابة هنا تكاد تكون جاهزة: نحن أمة عربية واحدة. والأمة العربية هي مجتمعنا الذي ننتمي إليه. وهي إجابة غير منكورة من كل الذين يعنينا أن نقيم معهم حواراً بناءً حول المستقبل العربي ونظريته. وقد اكتشف كثيرون حقيقة الوجود القومي العربي من شعورهم بالانتماء إلى هذه الأمة العربية التي تتجاوز مجتمعاتهم السياسية بشراً وأرضاً، أي من خلال ما يسمونه “الحالة النفسية المشتركة” التي تعبر بذاتها عن اكتمال التكوين الاجتماعي الذي تعكسه. واكتشفه آخرون عن طريق البحث العلمي في تاريخ الأمة العربية. واكتشفه غيرهم عن طريق الممارسة حيث تعاملهم شعوب الأمم الأخرى على أساس أنهم “عرب” ينتمون إلى أمة عربية، بل أن كثيرين اكتشفوا انتماءهم القومي إلى الأمة العربية من خلال صدمة النكبة سنة 1948، وصدمة النكسة سنة 1967. المهم أنه قد أصبح مسلماً بأننا ننتمي إلى أمة عربية مكتملة التكوين، وهذا يعفينا من جهد لا مبرر له لإثباته. فنحن مقبولون “كأمة” وهذا يكفي. يكفي لنقول أننا أمة عربية. وبعد؟
Tagged in :
بالمختصر
تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..
اترك تعليقاً