وليد سلوم
مراجعة للأحداث المريرة اللتي مرت على لبنان تظهر بأن الطائفية و احتشاد كل مواطن لطائفته و كل زعيم لمصلحة الطائفة لا الوطن هو سبب رئيسي في الخلافات بين اللبنانيين و في الحروب الداخلية اللتي خلفت أعداد هائلة من القتلى و الجرحى و المعوقين. لا اختلاف في المنطق بين اللبنانيين على بشاعة الطائفية لكنهم و بعد كل المصالحالت اللتي تمت بينهم ما زالوا مقتنعون على أنّ أمن الطائفة هو أبدى من أمن الوطن و هذا يبقي الصراع دائم.
ان المستعمر أصر على أن يخلق دولة ضعيفة على الحدود الشمالية للكيان الصهيوني فجمع بها 17 طائفة لا تستطيع أي منها الغاء الأخرى, بهذه الطريقة نجح المستعمر أن يبقي الصراع دائم في هذا البلد الصغير المتعدد طائفيا.
فبالتالي يجب طرح الحل اللذي يكمن في اعادة الثوابت العربية الى المجتمع اللبناني , و أبسط تلك الثوابت اللتي يجتمع عليها كل العرب هو الحرف العربي , عندها تذوب كل الأقليات و كل الطوائف في الأكثرية العربية المبنية على أساس قومي جامع .
أثناء الوحدة و بعد ذوبان الطائفية بالمفهوم الضيق لبعض الأمراء و اقطاعي الطوائف يفسح المجال مباشرة للتيارات الفكرية المختلفة بتمثيل فكرها بالصورة الصحيحة لا بشعارات تتستر خلفها الطائفة.
لمشروع الوحدة في لبنان أعداء كثر و ان هؤلاء يحاربون تكرارا هذه الفكرة بحجة أن الدولة هي جمهورية لبنانية لا جمهورية عربية لبنانية فتارة يطيرون مع الفينيق و تارة يضربون الخيل مع بني كنعان, و كل هذا حسب مصلحة الطائفة, و ذلك للهروب من كل ما هو وحدوي.فترى أنهم أختاروا كتبا للتاريخ خاصة بهم لكي يروجوا بين الأجيال الصاعدة لهذه الفكرة الانعزالية الخاصة بهم.
أما عربيا و في ظل هذا العصر الخاص بالتكتلات الكبرى و لكي لا نكون هوامش لهذه التجمعات و نكون عندها كيانا مستقلا بذاته, بقدراته, بثرواته, وبماضيه المشرق و المحارب عليه. لهذا يجب علينا التشديد على ضرورة الانتماء للقومية حتى لا نتشرذم و نتصارع في ما بيننا من منظار طائفي أو مذهبي أو قطري.
فالنمر على التجربة الأوروبية كأحد مظاهر الوحدة و التعاون بين الشعوب المتقاربة فرغم اختلاف الأعراق, اللغة, الأديان, و المذاهب و رغم الحروب الدموية التاريخية و الصراعات الطويلة فيما بينهم . رغم كل ذلك الا أنهم استطاعوا الاتفاق على جغرافيا واحدة تجمعهم في مواجهة الكيانات الكبرى غربيا كان أم شرقيا, لتكون قوة اقليمية مجتمة توازي تلك التكتلات الكبرى.
ختاما اكتفينا بطرح جامع لهذه الأمة العربية الا وهو الحرف العربي مع أننا على عكس كل التكتلات و كل الكيانات لدينا جوامع أخرى نلتف حولها كالمصير الواحد و الجغرافيا المتقاربة و التاريخ المشترك والمجتمعات المتجانسة و غيرها و غيرها … يكفي بعد كل ذلك أن نسمي جامع واحد يجعلنا نتلهف على الاجتماع و هو العدو الواحد اللذي يتربص بنا الدوائر أينما حللنا و أينما ذهبنا حتى بأفكارنا
اترك تعليقاً