إبراهيم علوش لـ «الشروق»: خطاب نتنياهو لتسوية الخلاف مع الإدارة الأمريكية وليس لتسوية القضية الفلسطينية

الصورة الرمزية لـ ramahu

 نتنياهو

 

http://www.alchourouk.com/detailarticle.asp

*تونس ـ (الشروق)


أكد الدكتور ابراهيم علوش، الباحث الفلسطيني، في حديث خص به «الشروق» ان خطاب نتنياهو كان الغرض منه بالأساس ارضاء الادارة الأمريكية وتسوية «الخلاف» معها وليس تسوية القضية الفلسطينية.
السيد ابراهيم علوش رأى في معرض حديثه ان نتنياهو وأوباما يلعبان اليوم لعبة خطيرة على حساب العرب..
وفي ما يلي هذا الحديث:


*
س: ماهي قراءتكم لخطاب نتنياهو وكيف تحللون المواقف التي اعلن عنها بخصوص استحقاقات التسوية مع

الجانب الفلسطيني؟

أعتقد ان هذه المواقف ليست مفاجئة بل هي تأكيد للمواقف التقليدية التي انتخب عليها نتنياهو من الجمهور الصهيوني

 سواء في ما يتعلق بالقدس او اللاجئين او طبيعة الدولة الصهيونية التي يوافق على تأسيسها ولكن الزاوية التي يجب ان نقرأ منها الخطاب هي في اعتقادي ان هذا الخطاب موجه بالأساس لارضاء الإدارة الأمريكية ولتعزيز التناغم بين الحكومتين الأمريكية والاسرائىلية.. وقد لعب نتنياهو في خطابه هذا نفس اللعبة التي لعبها أوباما في خطابه بالقاهرة وهي انه أدار لعبة علاقات عامة دون تقديم شيء مفيد او تنازلات حقيقية..
 
نتنياهو طلب منه من قبل الرئيس الاسرائىلي شمعون بيريز وكبار الاستراتيجيين الصهاينة ان لا يخلق مشاكل لما تسمى «دولة اسرائىل» مع الإدارة الأمريكية.. وبالتالي جاء هذا الخطاب ليقدم شيئا لأوباما يستطيع هذا الأخير ان يدّعي من خلاله ان الطرف الصهيوني هو على عكس ما يقول بعض المعتدلين العرب ليس رافضا لعملية السلام بل انه جاهز للتفاعل معها ولكن لديه بعض المخاوف المشروعة في ما يتعلق بأمن اسرائىل اولا وفي شعوره بأن المحيط العربي والاسلامي يرفضه مهما قدّم.. وبالتالي بات المطلوب الآن مبادرة «حسن نية» من قبل العرب تقوم على التطبيع مع الكيان الصهيوني.. ومن هنا جاء مطلب نتنياهو بأن تقبل الدول العربية التطبيع بالتوازي مع انطلاق  عملية السلام وليس بعدها وهو ما يعني عمليا تجاوز مبادرة السلام العربية كما أنه يحرج  المعتدلين العرب كثيرا في الوقت الذي بظهر فيه نتنياهو وكأنه يريد السلام فعلا..


*
س:  إذا كان هذا الخطاب ـ كما قلتم ـ يحرج المعتدلين العرب.. فكيف نفهم إذن الترحيب الأمريكي والأوروبي به

 

ج: هذه مناسبة إعلامية أساسا ولذلك أرى أن تناولها يجب ان ينطلق من الزاوية الاعلامية قبل السياسية سواء بالنسبة الى نتنياهو أو أوباما المطلوب هو تحسين صورة الكيان الصهيوني أمام الاوروبيين والأمريكيين.. كما ان المطلوب في خطاب أوباما كان تحسين صورة أمريكا أمام العرب… إذن كانت مجرد مناسبة اعلامية مفبركة باشتراك الشركات الغربية الكبرى التي تسيطر على وسائل الاعلام العالمية لتبييض صفحة نتنياهو أمام الجمهور الاوروبي والأمريكي… ومن هناك كانت تصريحات وبيانات التأييد الأمريكي والأوروبي جاهزة حتى قبل ان يبدأ نتيناهو خطابه.. ولا شك ان هذا يجري فعليا على حساب المعتدلين العرب الذين تلقوا صفعة أخرى من نتنياهو..


*
س: لكن أليس من المفارقة ان يرحّب أوباما بالخطاب وهو الذي ظل يطالب خلال الفترة الأخيرة بوقف الاستيطان فيما نرى ان نتنياهو تجاهل هذه المسألة من أساسها ولم يأت حتى على ذكرها في خطابه؟

ج: الكيان الصهيوني يتبع منذ ان دخلت الحركة الصهيونية الى فلسطين سياسة الاستيطان التدريجي باستراتيجية طويلة المدى.. ومن هنا فإن ما يجري في الضفة الغربية لا يختلف عن سياسة الحركة الصهيونية منذ نشأت بل هو استمرار طبيعي لها أما اللعبة التي أدخلونا فيها حول ما يسمى بمطلب وقف الاستيطان… فإن هذا مطلب سخيف وتافه لأن الصهاينة والادارة الأمريكية حوّلوا مطلب إزالة الاحتلال عن كل فلسطين او عن الضفة الغربية وحدها الى مطلب جزئي صغير هو تجميد الاستيطان..
إدارة أوباما ليست أول من اخترع هذا المطلب الجزئي فقد سبق ان طرح هذا المطلب من قبل.. وبالتالي فإن ما يجري ليس سوى استمرار للعبة قديمة لا يغوص في أوحالها الا من عميت ابصارهم..
النقطة الثالثة ان الصهاينة يلعبون معنا اليوم لعبة رفع السقف الى أقصى حد ويطالبون بأقصى المطالب الصهيونية

 

Tagged in :

الصورة الرمزية لـ ramahu

رد واحد على “إبراهيم علوش لـ «الشروق»: خطاب نتنياهو لتسوية الخلاف مع الإدارة الأمريكية وليس لتسوية القضية الفلسطينية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


بالمختصر

تعتبر لائحة القومي العربي كل الإرث القومي العربي إرثاً لها، وتحاول أن تبني على منجزاته وإيجابياته وأن تتعلم من أخطائه وسلبياته، وتتميز عن غيرها على هذا الصعيد أنها تتبنى كل الرموز والإنجازات القومية سواء كانت ناصرية أو بعثية أو قومية يسارية أو قومية إسلامية، ولهذا فإن مشروعها هو بناء التيار القومي الجذري الذي يستطيع أن يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين وأن يحقق الأهداف القومية الكبرى. فهي ترفض التقوقع في الماضي أو الدخول بأثر رجعي في صراعات داحس والغبراء بين القوميين العرب التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات مما أسهم بإضعاف التيار القومي في الشارع العربي..