المجد – خاص
يتمتع الهاتف النقال بحرية التنقل مع ضمان استمرار الاتصال بالطرف الآخر وعدم معرفة الطرف الاخر بموقعك ولا بمدينتك. “المقصود طبعا المتصل العادي فقط، بخلاف أصحاب السلطة الأمنية”.
والسبب في هذا أن الاتصال بالهاتف الجوال يعتمد على الخلايا “أبراج الهاتف الجوال” الموزعة جغرافيا في أنحاء من الأرض قريبة من استخدامات الناس، وهي عادة إما أن تكون على شكل أبراج مرتفعة معروفة الشكل أو تكون على شكل هوائيات ملصقة على أسطح المنازل الكبيرة – وهذه تخفى على كثير من الناس – وبالتالي فإن هذه الخلايا تقوم بعملية “Hand Over“ وتعني تسليم المشترك من البرج الحالي إلى البرج الذي يليه دون شعور من المشترك بهذا الانتقال حتى لو كان الانتقال على مستوى المقسمات الداخلية أو الشبكات المحلية أو حتى الشبكات الخارجية، ومع كل انتقال يتم تجديد بياناتك.
ماذا يستقبل مقسم الاتصالات من جوالك :
ووفق الدراسة التي اعدها موقع “المجد” فان صاحب الهاتف النقال منذ بدء تشغيل جهازه الجوال يقوم الجهاز باستشعار أقرب موقع لخدمة الهاتف الجوال ومن ثم يعطيه معلومات كاملة عن المشترك بيانات كاملة وفقاً لكرت تسجيل الهاتف لدى الشركة، إضافة إلى بيانات عن نوعية الجهاز المستخدم، ورقم وموديل الجهاز، وتاريخ التصنيع …. الخ.
وهذا يعني أنه لو تم استخدام أكثر من شريحة على نفس الجهاز، فإنه بإمكان الأجهزة الأمنية أن تربط بين المعلومات المتعلقة بالشرائح المستخدمة على نفس الهاتف وذلك بسبب معرفتهم لمواصفات الجهاز المستخدم.
ولذلك فإن أكبر الاخطاء التي وقع بها المقاومين بان يقوموا يضعوا الشريحة المخصصة للمهمات الخاصة، على نفس الجهاز الذي يجروا به اتصالاته المعتادة، إذ بإمكان الأجهزة الأمنية الربط بين الشريحتين، وبالتالي التعرف على الشريحة الخاصة.
ووفق مهندسين متخصصين من شركة “جوال” الفلسطينية فان المقسم يعطي معلومات عن الموقع القريب منك “البرج، مقدم الخدمة” بالاضافة يمكن للمقسم أن يحدد المنطقة التي أنت فيها وقد يستطيع أن يحدد الجهة التي أنت فيها من “البرج” مقدم الخدمة، ولكن لا يستطيع أن يحدد موقعك بالدقة إلا إذا تم استعمال أجهزة أخرى من مراقبين قريبين من الموقع.
واضاف المهندسون “بخلاف الجوال الذي يعتمد على الأقمار الصناعية في الاتصال فإنه يتعامل مع خطوط الطول والعرض وهو يحدد إحداثية المتصل بدقة تصل إلى عشرات السنتمترات، ولذا يسهل تحديد موقع الاتصال للمتصل بهذا النوع على وجه الدقة.
الجوال وقت ومراوغة
واكد المهندسون أن الجهاز إن كان مفتوحا فإنه يمكن تحديد الجهة التي يتواجد بها، وعليه فإنه يستحسن لشخص أن يغلق جواله قبل أن يذهب إلى الشخص الذي يريده بوقت كاف إذا كان يشعر أن جهازه مراقب .
ونوه المختصون في شركة جوال الفلسطينية “عند إقفالك لجهازك فإن المعلومة التي تكون في المقسم هي آخر معلومة أقفلت الجهاز عندها. فهذه آخر معلومة يستطيع الآخرون الحصول عليها عنك عن طريق شبكة الجوال ومن يريد أن يراوغ ويهرب ممن يراقبه يمكنه أن يتوجه إلى جهة ويترك جهازه في مكانه أو يلقيه وهو يعمل، أو يعطيه لمن يتوجه به مشرقا إذا كنت مغربا.
اجهزة فلترة
واضافوا “لا يتم الاطلاع على جميع المكالمات الواردة على المقسمات ولا يمكن ذلك لأنها تعتبر بملايين المكالمات ولكن يمكن تحديد بعض الألفاظ المنتقاة لتقوم أجهزة الترصد بفرزها سواء كانت رسائل كتابية أو صوتية كأن ينتقي ألفاظ “جهاد، عملية، استشهاد،..أو أسماء : “، أو يكون الترصد لرقم بعينه .”
ووقالوا ” يمكن أيضا إذا تم ضبط رقم لشخص أن يتم استرجاع المكالمات المسجلة في السابق سواء المكالمات الصادرة أو المكالمات الواردة على نفس الرقم، ولذا فإن من الأفضل للذين يخشون على أنفسهم المراقبة من خلال الجوال أن يقوموا باستخدام الشرائح التي تباع بدون مستندات، ويقوم باستبدالها كل فترة زمنية، وإذا استخدم الشريحة الثانية فلا يستخدمها على الجهاز القديم وكذلك عليه أن يتخلص من جهازه القديم ببيعه في مكان أو لشخص لا يعرفه .
العميل الاول
يعتبر الهاتف الخلوي بمثابة العميل والجاسوس الأول على صاحبة وهو المتهم الأول في نجاح مخابرات الاحتلال الصهيوني في الوصول إلى الشخص المراد تصفيته أو اعتقاله، وذلك عبر تحديد بصمة الصوت للشخص المستهدف، حيث أن استخدام الأسماء الحركية والتحدث بأسلوب الشفرات أو تغيير اللهجة عند التحدث في الهاتف لا يكفي لتجاوز مسألة المراقبة.
وقد كشف عدد من الأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيونية في دراسة أمنية أعدها أسرى في سجن عسقلان الصهيوني مؤخراً ، أن قوات الاحتلال تمكنت من إحباط العمليات التي كانوا ينوون القيام بها واعتقالهم من خلال كشفها ” بصمات صوتهم ومراقبة اتصالاتهم الهاتفية” ، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال عرضت عليهم أثناء التحقيق معهم جميع مكالماتهم التي أجروها
وقال الاسرى في دراستهم وإذا ما أرادت قوات الاحتلال اعتقال شخص ما فإنها تعمل أولاً على الحصول على بصمة صوته من خلال التنصت على اتصالاته الهاتفية، ثم تستخرج جميع المكالمات التي أجراها سابقاً ولاحقاً.
وكذلك التنصت على جميع المكالمات التي يجريها من يتحدثون إليه ويتحدث إليهم، ومن ثم تحديد موقعه حتى لو كان هاتفه الجوال مغلقاً، وترجع قدرة مخابرات الاحتلال الصهيوني على تحديد مكان أي هاتف محمول حتى لو كان مغلقاً لوجود تخزين دائم للكهرباء في الجهاز المحمول ـ ليس تحت تصرف صاحب الهاتف ـ يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته..
وأشار الاسرى إلى أنه من خلال موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية معينة يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف، سواء كان مفتوحاً أو مغلقاً، حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية والإرسال للشركة مقدمة الخدمة، ومن ثم بالجهاز المراد رصده.
وكانت الصحف الصهيونية قد كشفت قبل فترة عن جانب من هذه المعلومات، الأمر الذي أغضب جهاز الأمن العام الصهيوني، ودفعه لمطالبة وزارة العدل بعدم نشر هذه المعلومات بحجة أنها تضر بجهوده في “مكافحة الإرهاب والإجرام “.
أمثلــة نوعيــة
لقد أثارت جريمة اغتيال أربعة من كوادر ” كتائب القسام ” على شاطئ بحر غزة، حيرة كبيرة بين السكان والمقاومين على حد سواء، فهي المرة الأولى التي ينجح فيها العدو باغتيال المقاومين وهم على الأرض وفي مكان مفتوح، حيث أن أياً منهم لم يكن داخل مكان مغلق كسيارة او شقة، – كما جرت العادة – ولم يُتعرف إليهم إلا من خلال جهاز خلوي كان يحمله أحدهم ولم يصب بسوء، عثر عليه السكان ، واتصلوا بآخر رقم عليه ليتعرفوا إلى اسم الشهيد ” وحيد الهمص ” الذي كان يرافق الشهيد أحمد اشتيوي المطلوب رقم 19 على لائحة الموت الصهيونية.
اترك تعليقاً